الأول [في علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء (عليهما السلام)]
الحمد لله الذي فتق رتق قلوب أنبيائه، وهدانا إليه برسله وأوليائه، ومن علينا بولاء أهل البيت الطاهر، كما من علينا بالنبي النجم الزاهر، الذين علمهم من لدنه علما، وأورثهم منه فهما، فتعرضوا لنفحات قدسه، وترشحوا لواردات أنسه، فصار لهم في الخلوة أنيسا، وفي الجلوة جليسا، فأضحوا موضع نظره في سمائه وأرضه، وأهل عنايته حال بسطه وقبضه، فآثروا فيه شهي اللذات، وانقطعوا إليه في كل الأوقات، فأجسادهم أرضية، وقلوبهم سماوية، وأشباحهم فرشية، وأرواحهم عرشية، وهياكلهم في فسيح مفاوز المجاهدات سيارة، وأسرارهم في فضاء الرفيق الأعلى طيارة، لا تخلو الأرض من عدد منهم، وهم بالحق قائمون، وإلى سبيله داعون، ولعباده في أقطار بلاده هادون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (1).
وبعد: فمما كان أجازني كمال الدين المقدم ذكره ما رواه مرفوعا إليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن الرياض أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والإنس كتاب، لما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب» (2).
ومما أجازني قوله (عليه السلام): «حبنا أهل البيت يكفر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإن الله تعالى ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلا ما كان فيه
مخ ۵۳