وتندب بهذا وتقول:
ماذا على من شم تربة أحمد
أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها
صبت على الأيام عدن لياليا (1)
ومكثت ثلاثة أيام لا تكلم أحدا، وعليها عباءة إذا هي غطت بها رأسها انكشفت رجلاها، وإذا غطت رجلاها انكشف رأسها، وجاء لعزائها الحور العين، ومعهم رطب من جنة المأوى له عرف وليس له عجم فلما أكلته تمكنت.
وقال ابن عباس رضى الله عنه: لبثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر لا ترقأ لها دمعة حتى أقلقت المسلمين، وخرجت في أثنائه إلى البقيع وبنت فيه بيتا- يعرف الآن ببيت الأحزان (2)- ولم تزل تبكي فيه إلى أن ماتت. وكنت إذا زرتها فيه أو افقها في البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسان حالي يقول:
ليس الأمان من الزمان بممكن
ومن المحال وجود ما لم يمكن (3)
مخ ۴۷