وتأسيسا على ذلك فإن إبراهيم هنا سيكون أيضا أبا لكل المسيحيين؛ لأن المسيحيين، حسب العقيدة المسيحية، إنما هم جميعا أبناء ليسوع المسيح، وذلك عن طريق الإيمان به، وبموته على الصليب، وبقيامته، وبأن لاهوته لم يفارق ناسوته ولا لحظة واحدة
3
ومن هنا كان نداؤهم الجهير: «أبانا الذي في السماوات»، وعليه فإن جميع المسيحيين أبناء لإبراهيم عبر الإيمان بحفيده يسوع.
ومن ثم تصدق المسيحية بالروايات التوراتية حول خروج النبي إبراهيم من «أور الكلدانيين» إلى أرض فلسطين الكنعانية، فيقول سفر أعمال الرسل الإنجيلي: «ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم قبلما سكن حاران، وقال له: اخرج من أرضك ومن عشيرتك، وهلم إلى الأرض التي أريك، فخرج من أرض الكلدانيين وسكن في حاران، ومن هناك نقله بعدما مات أبوه إلى هذه الأرض، التي أنتم ساكنون فيها» (7: 2-4).
وهو عند المسلمين:
خليل الله النبي الكريم، أب الأنبياء جميعا، فقد انحدر من صلبه سلسلة من الأبناء والأحفاد، وأحفاد الأحفاد، يحملون بذرة النبوة، ومن ثم كانوا سلسلة من الأنبياء، وهو ما تشير إليه الآيات القرآنية دون لبس، وذلك في قوله تعالي:
وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب (العنكبوت: 27)، وهو في الآيات خليل الله
واتخذ الله إبراهيم خليلا (النساء: 125)، أما الأهم من ذلك كله، فإنه كان غريبا على بلاد العرب.
4
ومع ذلك فقد نالت هذه البلاد من نسله نصيبا، بعد أن زارهم وترك فيهم ولده إسماعيل، ثم عاد إلى زيارته في بلاد العرب الحجازية بعد يفوعه، حيث قاما بإعادة بناء البيت الإلهي «الكعبة» في مكة الحجازية، والذي كان مقدسا لدى عرب الجاهلية قبل الإسلام، وقد أوضحت الآيات ذلك بقولها:
ناپیژندل شوی مخ