وهكذا فقد تصورنا بهذا الفرض أننا قد وجدنا حل التضارب بين «أرامي »، «حاراني» كأصل للعشيرة الإبراهيمية، لكن يبقى الإشكال قائما ببقاء مشكلة «أور الكلدانيين» التي سببت لنا إرباكا شديدا، وظلت غير متفقة مع باقي سياق الرواية التوراتية من وجهتين:
الوجهة الأولى:
أنها تختلف مكانيا مع حاران أو بلاد الحور، حيث تقع «أور» في أقصى الجنوب، وتقع بلاد الحور في أقصى الشمال.
الوجهة الثانية:
أنها تختلف زمانيا، حيث لم تقم دولة الكلدان إلا بعد أن انقضى زمان النبي إبراهيم عليه السلام، بحوالي ألف عام أو يزيد.
ومن المعلوم للباحثين أن اللفظة «أور
UR » تدل على معنى المدينة بوجه عام، فإضافة إلى «أور» الرافدية التي نسبتها التوراة للكلدانيين، واكتشف تاريخها العريق حديثا، في أطلال مغير قرب مصب الفرات في الخليج العربي، هناك «أور» أخرى متعددة، فلدينا «أورشليم» أو مدينة السلام، المدينة المقدسة عاصمة دولة يهوذا، و«أوركومينوس» باليونان، و«أوروك» بالعراق أيضا، و«أور-آرتو» على جبال أرمينيا قرب بحيرة «فان» والمعروفة باسم «أرارات» وغيرها كثير.
والتوراة تقول: إن كارثة الطوفان قد أدت إلى انتقال قوم من موضع الكارثة بسفينة كبيرة، إلى جبال «آرارات» حيث ألقت السفينة مراسيها، ومما يؤكد أن «آرارات» المذكورة في التوراة تقع في أرمينيا، ما ذكره المؤرخ «هروشيوش» أو «أورسيوس» المولود حوالي 375م، وسجل فيه ذكريات الأمم الخوالي، وأكد أن السفينة النوحية قد ألقت مراسيها على «الجبل الذي بأرمانية».
2
وفي الوقت ذاته تؤكد التوراة: أن إبراهيم من نسل «أرفكشد بن سام ابن نوح»، مما أثار لدينا التساؤل: هل قصدت التوراة ب «أور» مدينة أخرى تحمل ذات الاسم، ربما كانت تقع في منطقة الدويلات الآرامية «بلاد الحور»، قرب «أور» التي ألقت السفينة النوحية مراسيها قربها، أو هي «أور-آرتو» ذاتها؟
ناپیژندل شوی مخ