23
فلو أننى «٥» أسعى لأدنى معيشة ... كفانى ولم أدأب قليل من المال والبيت الذى يليه، ثم قال- بعد هذا القول المرضىّ فى هذا المعنى البهىّ- قول أعرابى متلفّع فى شملته، لا تجاوز همته ما حوته خيمته: إذا ما لم تكن إبل فمعزى «٦» ... كأنّ قرون جلّتها العصىّ والبيت الذى بعده. وقال: ولقد هجا الحطيئة الزّبرقان بن بدر بدون هذا حيث يقول «٧»: دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى فاستعدى الزبرقان عمر بن الخطاب رحمهما الله تعالى على الحطيئة فحبسه حتى تاب وأناب. أخبرنى محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يزيد النّحوى، قال حدثنا المازنى، قال: سمعت الأصمعىّ يقول: كان امرؤ القيس ينوح على أبيه حيث يقول «٨»: رب رام من بنى ثعل ... مخرج زنديه من ستره «٩» ثم قال: أما علم أن الصائد أشدّ ختلا من أن يظهر شيئا منه. ثم قال: فكفّيه إن كان لا بدّ أصلح. قال: فهو أصلحه «كفّيه» . كتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز الجوهرى، أخبرنا عمر بن شبّة، قال «١٠»: تنازع امرؤ القيس بن حجر وعلقمة بن عبدة، وهو علقمة الفحل، فى الشعر: أيهما

1 / 23