قال: ومن عيوب الشعر الرّمل. والرمل عند العرب كل «١١٩» شعر ليس بمؤلف البناء، ولا يحدّون فيه شيئا إلا أنه عيب. وقد ذكر الأخفش أنه مثل قوله «١٢٠»:
أقفر من أهله ملحوب ... فالقطبيّات «١٢١» فالذّنوب
وقوله أيضا «١٢٢»:
ألا لله قوم و... لدت أخت بنى سهم
هشام وأبو عبد ... مناف مدره الخصم
فكأنه عنده كلّ شعر غير تامّ الأجزاء.
وقد ذكر بعض المحدثين فى أهاجيهم السناد والإقواء والإكفاء والإيطاء وغير ذلك من العيوب، وشبّهوا أحوال المهجوّ بها. فأخبرنا أبو بكر الصّولى، قال: أنشدنى عون بن محمد الكندى لبعض المحدثين وملّح:
لقد كان فى عينيك يا حفص شاغل ... وأنف كثيل «١٢٣» العود عما تتّبع
تتبعت لحنا فى كلام مرقّش ... وخلقك مبنىّ على اللّحن أجمع
فعيناك إقواء وأنفك مكفأ ... ووجهك إيطاء فأنت المرقّع
وأخبرنى على بن هارون، عن عمه يحيى بن على، عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى، عن أبيه- أن هذه الأبيات لحماد عجرد فى حفص بن أبى ودّة، وجعل الأخير منها:
فأذناك إقواء وأنفك مكفأ ... وعيناك إيطاء فأنت المرقّع
وأخبرنا محمد بن الحسن بن دريد، قال: حدثنا أبو عثمان الأشناندانى، قال: حدثنا التّوزى أنّ هذه الأبيات لمساور الورّاق فى حفص بن أبى ودّة.
1 / 20