وقد وصفه كتاب سيرته بالحزم الذي يقابله الحلم، وبالشدة التي تقابلها الشفقة على الرعية عامة ، وعلى الضعفاء منهم خاصة، حتى إن المؤرخين أكدوا أن مائدة الإمام لم تكن تخلو يوما من المساكين والفقراء، وقد دلل الجرموزي على كرم الإمام عليه السلام وسخائه، وزهده، وتقشفه في مباهج الحياة، فقال:
«أخبرني الولد حسين أسعده الله أنه سمع بدر بن عبد الله صاحب حضرموت، وقد حدث بعض العيون أنه حسب ما صار إليه في ليلة العيد من الإمام عليه، ولمن يتعلق به قيمته كخراج حضرموت في عام واحد».
إضافة إلى ذلك فقد أجمعت العديد من المصادر على اتصاف الإمام بالشجاعة والثبات، خاصة في الميدان الحربي، وفي تصوري لم يكن ذلك مبالغة، حيث إن الإمام إسماعيل تربى في ظل والده القائد القاسم بن محمد، وقد كان أحد قواد جيوش أخيه الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، فضمن له ذلك دراية واسعة بأصول التدريب الحربي، ظهرت دلائلها فيما بعد عندما وحدت جيوشه اليمن من شماله حتى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، لأول مرة في تاريخ الإمامة الزيدية.
ولاستكمال رسم صورة الإمام إسماعيل عليه السلام في الأذهان نورد بعض صفاته الجسدية:
كان عليه السلام معتدل القامة، أسمر اللون، مقرون الحاجب، عظيم اللحية، أشعر الذراعين.
مخ ۳۲