وممن أفرط في قدحه - يعني الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم- والتحامل عليه، إسماعيل الأكوع الذي خصص جزءا كبيرا من كتابه (هجر العلم) لمحاولة النيل من هذا الإمام العظيم، ونسب إليه كذبا كتاب: (إرشاد الشافع إلى جواز أخذ أموال الشوافع)، ثم قال: «إن حكمه لليمن الأسفل اتسم بالجور» (انظر جناية الأكوع على العلماء)، مناقب المترجم له غزيرة وأخباره كثيرة، وما أشبه الأكوع وأخيه وأمثالهما، بناطح صخرة يوما ليوهنها(1).
أقول: فلا يلتفت إلى مثل هذا القدح الجائر الصادر من أولئك وأمثالهم، فقد قال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين? ]الحجرات: 6[ صدق الله العظيم.
ثانيا: المذهب الإسماعيلي
ينسب هذا المذهب إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق -عليهما السلام-، وقد ظهر دعاة المذهب الإسماعيلي في بلاد اليمن في القرن الثالث الهجري / العاشر الميلادي حينما بدت الإسماعيلية كتنظيم سري ثوري، يعتمد على الدعاة النشطين الذين انتشروا في أرجاء العالم الإسلامي، وقصدوا الأطراف البعيدة ليكونوا بمأمن من السلطة المركزية، وكان اليمن أحد أهم الأطراف التي قصدها دعاة ذلك المذهب.
مخ ۱۵