338

296 دلالة : وقوله تعالى : ( يحلفون بالله لكم ليرضوكم ، والله ورسوله أحق أن يرضوه ... ) [62] يدل على أنهم لم يفعلوا ما أراده الله منهم ، لأنهم لو فعلوا ذلك لكانوا قد أرضوه تعالى ، لأن الفاعل إنما يكون مرضيا غيره فى فعله إذا فعل كمال مراده منه. وعلى قولهم ، قد فعل جميع العبيد كمال مراده تعالى منهم ، فيجب أن يكونوا مرضين لله تعالى ، وهذا يخالف (1) ما يقتضيه الظاهر. ويوجب أيضا أن يكون (2) إرضاؤهم له بأمر سوى الأمر الذى يكون إرضاء له تعالى ، لأنه لو كان واحدا لم يصح هذا الكلام!

فإن قال : فإنما أراد بذلك أنه تعالى أحق أن يرضى بأن يفعل ما أمره ، وليس للارادة فى ذلك مدخل!

قيل له : إنه (3) لا معتبر بالقول (4) فى الإرضاء. ألا ترى أن السيد قد يتهدد عبده ليأتى الأمر (5)، ولو فعله العبد لم يكن مرضيا له ، ولو علم من حاله أنه يريد منه أن يسقيه الماء نائما لكان إذا فعله مرضيا له وإن عدم القول ، فلا معتبر بالإرضاء إلا بما قلناه.

ولهذا قال شيوخنا رحمهم الله : إن على قولهم يجب أن يكون الكافر فاعلا لما يرضاه تعالى كالمؤمن ، من حيث فعل ما أراده منهما ، وأن يكونا مرضيين له على حد واحد. وأن لا يجوز والحال هذه أن يعاقب أحدهما ويثيب الآخر ، وهذا بين.

** 297 مسألة :

مخ ۳۳۹