333

وقد يجوز أن يكون المراد بقوله : ( فثبطهم ) أنه فعل من الألطاف ما يختارون عنده ترك الخروج على هذا الوجه ، ولهذا قال تعالى : ( وقيل اقعدوا مع القاعدين ).

ويجوز أيضا أن يكون المراد به أنه تعالى بين للرسول أنهم لو خرجوا على هذا الوجه لمنعوا ، فصار ذلك تثبيطا منه تعالى ، وبمنزلة أن يأمرهم بالقعود.

** 292 مسألة :

إليه أن لا يضلهم فقال : ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ، ألا في الفتنة سقطوا ).. [49]

والجواب عن ذلك : أن ظاهر الفتنة ليس هو الكفر والمعاصى ، وقد بينا أنه ينطلق على الامتحان والتشديد فى التكليف (1)، ولذلك أطلقه تعالى على العذاب ، بقوله : ( يوم هم على النار يفتنون ) (2) وعلى البلاء النازل من الأمراض وغيرها ، فقال تعالى : ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) (3) وقال ( إن هي إلا فتنتك ) (4) فلا ظاهر لما تعلقوا به.

مخ ۳۳۴