287

لهم العود فى الملة إذا شاء تعالى ، وذلك يدل على أنه لو لم يشأ ذلك لم يكن لهم العود ، وعلى قولهم : إنه تعالى إذا أمرنا بالشيء فللعبد أن يفعله وإن لم يرده البتة.

** 258 مسألة :

ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا ... ) [95] فأضاف تبديل أحدهما بالآخر إليه ، وذلك لا يصح إلا وهو الفاعل لهما.

والجواب عن ذلك : أن ظاهره يقتضى أن ما قد وقع سيئة يجعلها تعالى حسنة ، وهذا مما لا يصح القول به ، لان إبدال الفعل بالفعل إنما يصح ، ولما يقع ، لأن من يجوز البدل فى الكفر والإيمان إنما يجوز على جهة التقدير ، ولا يحكم بأنه قد وقع وكان.

وبعد ، فإن الظاهر يقتضى أنه تعالى قد بدل مكان كل السيئات الحسنات ، وهذا يوجب أن الكفار قد حصلوا على الحسنات ، وكذلك كل من أقدم على السيئة ، وليس ذلك بقول لأحد على وجه!

والمراد بذلك : أنه تعالى بدل مكان ما كانوا عليه من القحط والشدة وضروب المضار والمصائب ، الخصب والرخاء وضروب المنافع ، على طريقة العرب (1) فى تسمية « ما ظهر (2) فيه فى الحال المنفعة بالحسنة ، وضد ذلك بالسيئة ، ولذلك قال تعالى بعده : ( وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء ) (3). وذلك لا يليق إلا (4) بما ذكرناه.

** 259 مسألة :

مخ ۲۸۸