متشابہ قرآن

Qadi Abdul-Jabbar d. 415 AH
189

يصير وجودها كعدمها ، وأنه تعالى هو المزكى من حيث ثبتت بتزكيته الأحوال التى أخبر عنها.

وهذا كما يقول الواحد منا لغيره إذا ذم شاهدا ونسبه إلى الكذب : ما الذى ينفع من تزويرك ، إنما التزوير للحاكم ، من حيث كان ذلك هو الذى يقتضى ثبات ذلك الأمر دون قول غيره.

** 159 مسألة :

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ... ) [56] فبين أنه يعذب الجلود المبدلة التى لم تكن له فى حال معصيته!

والجواب عن ذلك : أن المعذب هو صاحب الجلد ، دونه ، وليس فى الظاهر دلالة على أنه يعاقب من غير استحقاق. والمراد عندنا أنه يعيد طراوة الجلد لكى يتجدد من العذاب مثل الذى كان ميتا ، كذلك أنه يديم العذاب عليهم على حد واحد ، ولو لا أنه تعالى يفعل ذلك لاحترق الجلد وصار بحيث تبطل عنه الحياة ، ويستحيل أن تلحقه الآلام ، ولا يمتنع إذا جعله كذلك أن يقال : إنه بدل الجلد بغيره كما يقال فى الماء إذا صار عذبا بعد ملوحة : إنه تغير وانه غير الذى عهدنا. وهذا ظاهر فى اللغة.

قال شيخنا أبو على رحمه الله : ولو أراد تعالى بذلك أنه يخلق لهم جلدا بعد جلد ، لأدى إلى أن يعظم جسمهم حتى لا تسعهم النيران ، لأن ذلك إذا فعل أدى إلى ما لا نهاية له ، فلا بد أن (1) يبلغ حالهم فى العظم ما ذكرناه ، وذلك مما لا يصح

مخ ۱۹۰