متشابہ قرآن

Qadi Abdul-Jabbar d. 415 AH
169

وإنما يصح ذلك بأن يكون العبد مختارا قادرا على الفعل والترك ، فيعلم بأن كون النبى عليه السلام غليظ القلب داعية إلى مخالفته ، وخلاف ذلك يحدوه على القبول منه والتمسك بطاعته.

** 137 فأما قوله تعالى من بعد :

تكون بوجوه (1)؛ فلا يصح أن يتعلقوا به فى أن نفس الغلبة من فعله تعالى. وبين أن نصرته متى حصلت لم يجز أن يكون لهم غالب ؛ لأنه إنما ينصر لكى يغلبوا ، فلو جوزنا ، والحال هذه ، أن يغلبوا لأدى إلى ممانعته تعالى. فأما إذا لم يرد أن ينصرهم لضرب من المصلحة فقد يجوز أن يغلبوا ، وقد بينا أنه لا يجوز أن يكون خاذلا لهم من حيث لم ينصرهم.

وشيخنا أبو على رحمه الله يقول فى النصرة : إنها لا تكون إلا ثوابا فلا تفعل إلا بالمؤمنين ، والخذلان لا يكون إلا عقابا فلا يفعل إلا بالكفار.

وأبو هاشم رحمه الله يقول فى الخذلان بمثل قوله ، فأما النصرة فقد تكون عنده بمنزلة الثواب ، وقد تكون لطفا ، وتقصى القول فى ذلك يطول.

** 138 وقوله تعالى من قبل :

ظاهره إنما يدل على أن القتل كتب عليهم ، ولا يمنع ذلك من كون القتل فعلا للقاتل ، كما إذا أخبر أحدنا عن قتله وكتب ذلك لا يؤثر فى كونه قاتلا.

مخ ۱۷۰