قال: ((معرفة الله حق معرفته)) قال: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال: ((أن تعرفه بلا ند ولا شبيه ولا مثيل فإنه واحد ظاهر باطن أول آخر لا كفوء له ولا نظير، فذلك معرفة الله حق معرفته))(1)، فهذا رأس العلم وهو أول ما يجب على المؤمن أن يعلمه قبل كل علم، وهو الذي كان يعلمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه قبل أن يقرئهم القرآن، ولذلك ورد عن أحد الصحابة أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الإيمان ونحن فتيان حزاورة(1)قبل أن نقرأ القرآن؛ فإذا قرأناه ازددنا إيمانا.
فكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلمهم القرآن إلا بعد أن يعلمهم الإيمان والتوحيد، فكان لا ينتقل بهم إلى قراءة القرآن إلا بعد تغذية عقولهم، وإشباعها بالإيمان، والمعرفة لله سبحانه فيزدادوا عند قراءته إيمانا مع إيمانهم.
ومعرفة الله هي الفريضة التي قال الله سبحانه وتعالى فيها: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر:28]، فالعلماء هم العارفون بالله سبحانه، بصفاته وما يجوز أن يثبت له، وما لا يجوز، وما يصح نسبته إليه، وما لا يصح.
مخ ۵