192

ثم إن هذه الأحاديث معارضة بأحاديث أخرى صحيحة مناقضة لها، فقد روى البخاري ومسلم: ( أنه جاء رجل إلى عائشة فقال لها: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: يا هذا لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث من حدثك بهن فقد كذب، من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب، ثم تلت قول الله سبحانه: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير(103)} [الأنعام]،..(1)إلخ ).

ويستفاد من الحديث عدة فوائد:

الأولى: قولها لقد قف شعري مما قلت، يد ل على أن نسبة الرؤية إلى الله تعالى أمر شنيع عندها من خلال ما فهمته من الرسول (ص) ومن الآيات القرآنية.

الثانية: أنها نفت الرؤية نفيا جازما قاطعا واستنكرتها، ولم تستثن الرؤية في الآخرة،ولو كانت مسألة الرؤية في الآخرة معروفة عند الصحابة لاستثنتها، أو لاعترض عليها مسروق في استدلالها بالآية واستنكارها وتكذيبها من زعم ذلك بأن رؤية الله جائزة كما في الآخرة.

مخ ۱۹۲