159

فهذه دواوين العرب موجودة، وهذا كلامهم موجود؛ فلن يجدوا إلى ذلك سبيلا.

وكذلك فإن النظر يأتي بمعنى الرحمة كما نقول في من دعائنا: اللهم انظر إلينا واغفر لنا، فلسنا نطلب منه أن يرانا وإنما نطلب منه أن يرحمنا.

فالنظر إذا كان من الأعلى إلى الأدنى كان بمعنى الرحمة، وإن كان من الأدنى إلى لأعلى كان بمعنى الرجاء والتأميل وانتظار الخير.

إذا فمعنى قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة(22)إلى ربها

ناظرة(23)}، أي وجوه يوم القيامة مشرقة مسرورة منتظرة لرحمة الله سبحانه راجية ثوابه ودخولها الجنة محل الثواب والنعيم.

[ القرآن يفسر لنا:{ وجوه يومئذ ناضرة... إلخ }]

وهنالك شاهد قريب من الآية يفسر لنا معنى الآية، وأن معناها ما ذكرنا؛ لأن القرآن يفسر بعضه بعضا، قال الله تعالى بعد تلك الآية: {ووجوه يومئذ باسرة(24) تظن أن يفعل بها فاقرة(25)} [القيامة].

ومعنى باسرة أي كالحة مغبرة، كما قال الله تعالى: {عليها غبرة(40) ترهقها قترة(41)} [عبس].

مخ ۱۵۹