152

فنقول لهم: أولا: إن الرؤية لا تجوز في حق الله سبحانه

وتعالى؛ لأنها لا تكون إلا للأجسام، ولما يحل في مكان دون مكان، والله سبحانه لا يحل في شيء ولا تتغير صفاته لا في الدنيا ولا في الآخرة،.

[ بطلان القول بالرؤية بحاسة سادسة ]

وقال بعضهم: نراه بغير الحواس التي لنا في الدنيا، نراه بحاسة سادسة؛ فهذا البعض قد تبين له أنه لا يمكن رؤية الله سبحانه بهذه الحواس فقدروا حاسة سادسة.

قلنا: إن الرؤية في اللغة لا تعني إلا إدراك الصور الذي يحدث لنا بواسطة العين،فإن كان إدراك الحاسة السادسة هو كإدراك العين،فما الداعي إلى إثباتها، وإن كان إدراكا آخر فلا يسمى رؤية في اللغة العربية، ولادليل على إثباته، فلا دليل على هذه الحاسة التي ادعيتم أن الله يرى بها لا من اللغة ولا من غيرها.

ثم إن قولكم هذا خروج عن الظاهر الذي تقولون به وتأويل لا دليل عليه؛ فالآية على ظاهرها إنما تدل على الرؤية اللتي تكون بالعين؛ لأن الرؤية لا تطلق إلا والمقصود بها حقيقة الرؤية وهي إدراك الصور ونحوها، وقد تطلق مجازا على الرؤية القلبية، كقول الشاعر:

رأيت الله أكبر كل شيء محاولة وأكثرهم جنودا

أي علمته وعرفته بقلبي.

مخ ۱۵۲