متشابه قرآن
نظرة وبيان في متشابه القرآن
ژانرونه
ومما يشكل على البعض قول الله تعالى: {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي }[الحجر29] والمعنى الصحيح للآية أن الله سبحانه وتعالى نفخ في آدم الحياة فإذا هو حي، فالمراد بالروح هو الحياة، وإضافتها إلى الله سبحانه ليس لأنها حالة فيه كما في روح الانسان، وإنما لأنها من صنع الله وخلقه ولا يقدر على إيجادها إلا هو،كما أنه لا يعلم ماهيتها وحقيقتها غيره، كما قال سبحانه:{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }.
وقد يجعل الله نفخ الروح في بعض المخلوقات بواسطة بعض خلقه ليكون ذلك معجزوة له،
وذلك كما قال الله في عيسى عليه السلام : {إذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني} [المائدة:110]، يعني ينفخ فيه الروح والحياة فيصير طائرا حيا بإذن الله سبحانه وتعالى.
فكما قلنا إن النفس تطلق ويراد بها ذات الله سبحانه وتعالى، والذات الإلهية لا يمكن تصورها في أوهامنا وخيالنا كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : (التوحيد أن لا تتوهمه).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((خمس لايعذر بجهلهن أحد:أن يعرف الله لا يشبهه بشيء ومن شبه الله بشيء من خلقه أو زعم أن الله يشبه شيئا فهو من المشركين ))،(1)
وكما قال (ص): (( تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله ))(2)وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ( من تفكر في المخلوق وحد، ومن تفكر في الخالق ألحد ).وكما قال تعالى: { ولا يحيطون به علما }.
مخ ۱۴۷