136

[ إستدلال يضحك الثكلى ]

ومما استدل به أبو يعلى الحنبلي على أن لله يدين ورجلين: قوله سبحانه وتعالى في الأصنام: {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها} [الأعراف:195]، قال: فلما نفاها عن الأصنام دل على أنها ثابتة لله؛ لأن الله استنكر على المشركين أن يعبدوا أصناما ليس لها يدان ورجلان، حتى قال: فنحن لا يصح أن نعبد إلها ليس له يدان ورجلان.

فانظر كيف استنبط واستخرج من الآية لتأييد معتقده ما يضحك منه الجهال والعوام؛ لأن الآية لا تدل على ما استخرجه لا من قريب ولا من بعيد، ولا بدلالة إيماء ولا إشارة.

فوضح بما تقدم أن اليد تطلق في لغة العرب بمعنى القدرة والقوة وبمعنى النعمة وكذا إذا ثنيت أو جمعت فهي للمبالغة في تلك المعاني،

قال الشاعر:

يديان بيضاوان عند محلم *** قد يمنعانك أن تذل وتهضما

فقال: يديان بيضاوان، وهو يقصد نعمتين عظيمتين من فلان تكفيك طوال عمرك، فثنى هنا اليدين وهو يريد أن كل يد عبارة عن نعمة عظيمة.

مخ ۱۳۶