133

[ هل سيثبتون لله يدا واحدة أم يدين ثنتين أم أيد كثيرة؟! ]

ثم إن الله سبحانه وتعالى قال: {يد الله فوق أيديهم} [الفتح:10]، وقال: {والسماء بنيناها بأيد} [الذاريات:47]، وقال: {بل يداه مبسوطتان} [المائدة:64].

فإذا كانت الآيات على ظاهرها كما يريدون وأن له تعالى يدين؛ فإنهم سيقعون في تناقض على القول بحمل الآيات على ظاهرها؛ ففي آية قال يد، وفي أخرى قال يدين، وفي أخرى قال: أيد.

فكيف سيكون إله مرة بيد ومرة أخرى بيدين ومرة ثالثة بأيد كثيرة؟!

فإن قالوا: ليس لله إلا يدين ثنتين، وإنما ذكر الجمع من الأيدي على سبيل المجاز.

فنقول:فقد رجعتم إذا إلى التأويل الذي تقولون إنكم لا تعملون به وتشنعون على من قال به، فكيف ترضون بهذا التأويل ولا ترضون بأن تأولوا: {بل يداه مبسوطتان} بالكرم والإنعام.

فليعلم المطلع أنهم يقعون في كثير من التناقضات والمغالطات، ولا تقبل ترهاتهم وأوهامهم إلا عند الجهال الأغمار؛ لأن القرآن لو حملناه على الظاهر الذي يريدونه لتناقض القرآن وتصادمت آياته ومعانيه.

مخ ۱۳۳