كذلك خلق الله آدم وصوره وإنما عبر الله بقوله: بيدي كناية عن انه خلقه تعالى بقدرته مباشرة، بلا واسطة سبب كما خلق سائر البشر من ذكر وأنثى من ماء مهين، نطفة ثم مضغة ثم علقة ثم كسا العظام لحما ثم أنشأه خلقا آخر كما يشاء سبحانه،

وإنما صور الله آدم من طين ثم نفخ فيه الروح كما قال الله في عيسى عليه السلام : {إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(59)} [آل عمران].

وكذلك الأنعام لابد لها من أصل يكون مبدء خلقها جعل الله منه هذه الأنعام وهذا الأصل خلقه سبحانه مباشرة من غير واسطة فعبر سبحانه بقوله:{ مما عملت أيدينا أنعاما}عن ذلك.

ثم إنهم أي من يتسمون بأهل السنة جعلوا لله يدا يمنى(1)مستدلين بظاهر قوله تعالى: {لأخذنا منه باليمين(45)} [الحاقة]، والمعنى الصحيح أن اليمين هي بمعنى القوة والقدرة،

قال الفراء: اليمين القوة والقدرة قال الشاعر:

مخ ۱۲۷