لطالما أحب بيلي بوب روز منذ أن كانت طفلة صغيرة، واعتاد منحها عشرة سنتات قائلا لها: «ادخريها لتشتري لنفسك مشدا نسائيا.» كان ذلك عندما كانت نحيلة وهزيلة. هكذا كان يمزح معها.
دخل بيلي المتجر. «حسنا روز، هل كنت فتاة مطيعة؟»
كان حديثها معه قليلا للغاية. «هل تتفقدين كتب المدرسة الخاصة بك؟ هل تريدين أن تصبحي معلمة؟» «ربما.» لم تكن لديها أية نية لأن تكون معلمة، لكن من المدهش حقا كيف يتركك الناس وشأنك عندما تعترف لهم بأن لديك هذا الطموح.
خفض بيلي بوب من صوته، وقال لها: «هذا يوم حزين على أسرتك.»
رفعت روز رأسها ونظرت إليه ببرود. «أعني أن والدك سينتقل إلى المستشفى، لكنهم سيعالجونه هناك؛ فلديهم جميع المعدات اللازمة، ولديهم أيضا أطباء مهرة.»
فردت عليه روز: «أشك في ذلك.» كان ذلك من الأمور التي تمقتها أيضا؛ تلك الطريقة التي يلمح بها الناس إلى أمور ما، ثم يتراجعون. تلك المراوغة. وكان موضوعا الموت والجنس هما أكثر ما يراوغ الناس في الحديث عنهما. «سوف يعالجونه ويعود إلى المنزل بحلول فصل الربيع.»
فردت روز بحزم: «إلا إذا كان يعاني من سرطان بالرئة.» لم تقل ذلك من قبل قط، ولم تفعل فلو ذلك أيضا بالتأكيد.
نظر بيلي بوب إليها نظرة بائسة يلفها الخزي، كما لو أنها قالت شيئا بذيئا. «ليس من المفترض أن تتحدثي على هذا النحو؛ فسوف ينزل والدك الآن، وقد يسمعك.»
ليس من شك أن ذلك الحال كان يسعد روز في بعض الأحيان. كان يسعدها سعادة موجعة، عندما لا تكون جزءا منه بغسيلها الملاءات أو استماعها لنوبات السعال، فقد عاشت دورها في الموقف كما تراه، ورأت نفسها فطنة وغير مندهشة، رافضة لكل التضليلات، فتاة صغيرة سنا، لكنها ناضجة في الوقت نفسه بسبب ما خاضته من تجارب الحياة المريرة. وبهذه الروح، نطقت عبارة «سرطان الرئة».
اتصل بيلي بوب بجراج تصليح السيارات، وقيل له إن إصلاح السيارة لن ينتهي قبل وقت العشاء. وبدلا من أن يغادر آنذاك، اضطر للمبيت على الأريكة في المطبخ ليذهب مع والد روز إلى المستشفى في الصباح. «لا حاجة للاستعجال، لن أهرول من «أجله».» عنيت فلو الطبيب بذلك الحديث. دخلت إلى المتجر للحصول على علبة سلمون لصنع شطيرة، وبالرغم من أنها لم تكن ذاهبة إلى أي مكان، ولم تخطط لذلك، ارتدت جوارب طويلة وتنورة وبلوزة نظيفتين.
ناپیژندل شوی مخ