قال: لا شيء سوى أن أقبض عليك. - لماذا تقبض علي؟ - لتذهب إلى محكمة الجنايات يوم القبض عليك، وتحاكم في اليوم نفسه، وهذا من غرائب التوفيق. - لا شك أنك من المجانين أو أنك طامع بمالي، فإذا كان هذا قصدك فخذ المال وأطلق سراحي. - هلم بنا؛ فإن الوقت أقصر من أن نضيعه بهذه المباحث التافهة.
فسأل كلوكلو قائلا: ماذا نصنع؟
قال: نذهب في البدء إلى قاضي التحقيق فنريه القاتل والكيس الذي خبأه في البحيرة، ثم نرسل برقية إلى جيرار لتطلع عليها المحكمة لتوقف الحكم إذا كان لم يصدر بعد، ثم ننهب الأرض بمركبة داغير إلى المحكمة لنبسط ما لدينا من البراهين.
أما داغير فقد خارت عزائمه وأيقن أن كل ذلك من صنع جيرار، فحملاه إلى المركبة وسارا به إلى كربل فأرسلا البرقية التي اطلع عليها جيرار في المحكمة، ثم ذهبا إلى قاضي التحقيق وأخبراه بما كان، فجاء بداغير وقال له: أأنت قاتل فولون؟
فضحك ضحك المستهزئ دون أن يجيب.
فقال له: خير لك أن تقر فقد ترحمك المحكمة. - قال: لا أفهم كلمة مما تقول؛ فإن جميع أهل البلد يعرفونني ومن يتهمني بالقتل يتهمونه بالجنون.
فأمر القاضي أن يأتوه بجنديين، وأمرهما أن يسيرا في حراسة القاتل، ثم قال: اصبروا إلى أن أكتب تقريرا كافيا تسلمونه إلى رئيس المحكمة، والآن حلوا قيود المتهم، فامتثلوا وسأله قائلا: ألا تزال مصرا على الإنكار؟
قال: كيف يكون جواب البريء؟ أما كيس النقود فقد خبأته في البحيرة، وهو لي. - ولكن الغريب أنه مكتوب عليه الحرفان الأولان من اسم القتيل، وفيه رسائل باسم فولون، ألا تزال بعد هذا البرهان مصرا على الإنكار؟ - نعم. - لم تبق فائدة من ضياع الوقت في استنطاقك، ولكن القتيل رماك برصاصة من مسدسه فأصابك؟ - هذا كذب. - انزع ملابسك لنرى. - لا أريد، ولا يحق لك أن تتهمني. - إني واثق من أنك القاتل فلا ألح عليك، وإن الذي أبيت أن تفعله هنا ستفعله هناك في المحكمة.
وقد كتب تقريره فختمه، وقال لمعاونه يجب أن تسلم هذا التقرير حين وصولك إلى الرئيس، والآن فاذهبوا بسلام.
فشدوا وثاق داغير وذهبوا به إلى المحكمة.
ناپیژندل شوی مخ