فقال جيرار: ما أتت تعمل أمي عندك؟
قال: أتت تباحثني بشأن بنتها مودست وروبير بن فولون؛ ولهذا صحبت فولون إلى منزله، وقد باحثته بشأن زواج أختك وولده يا جيرار. - بأية صفة كنت الوسيط؟ - بصفة كوني صديق فولون وصديق أمك.
فقال القاضي: لنبحث في المسدس، فكيف تعلل اختفاءه من منزلك؟
قال: لا أدري كيف أعلله. - إنك تجيبني كما يجيبون عن أمر بسيط، ألا تعلم خطورة هذا الأمر؟ - دون شك. - إذن أجبني كيف ضاع مسدسك؟ - لقد أجبتك بأني لا أعلم. - ألا تشتبه بأحد؟ - كلا. - أما تعود أحد أن يستخدم مسدسك؟ - كلا، إلا إذا كان شريكي الموسيو داغير قد أخذه في مدة غيابي. - أيمكن أن يكون هو الذي أخذه؟ - لا أظن؛ فإن لديه مسدسه. - إنه يقيم في جناح من هذا المنزل كما أظن. - نعم، وهو الآن في غرفته لأني علمت من خادمي أنه مريض. - أريد قبل أن أزعجه بالسؤال أن أعرض على خادمك المسدس الذي وجدناه في الغابة.
ثم نادى الخادم وأراه المسدس، فلما رآه الخادم قال: هذا هو، فأين وجدتموه؟
قال: أواثق أنت أنه هو بعينه؟
قال: كل الثقة فإن في قبضته البيضاء لطخة سوداء لم أستطع إزالتها.
فنظر القاضي إلى القبضة فوجد اللطخة في المكان الذي عينه، فقال لبوفور: إذن لم يبق شك أن هذا المسدس لك.
قال: كلا، فهو لي. - هل لك أن توضح لي كيف أنه أخذ من منزلك واتفق وجوده مع القاتل؟ - كيف أستطيع أن أعلم؛ فإن حل هذه الألغاز من واجباتك. - إن حلها سهل؛ وهو أن خادمك نظف مسدسك ووضعه في مكانه فأخذته وخرجت به. - هذا خطأ. - بل هي الحقيقة فقد أخذته وأنت الذي أضعته في الغابة. - لماذا لا تسرع فتقول إني أنا قاتل صديقي الحبيب فولون؟! - إني لا أشكوك يا موسيو بوفور، ولكن لا يسعني إلا أن أخبرك أني وجدت منذ هذا الصباح أدلة كثيرة تقضي علي بإيقافك. - أتوقفني أنا؟ ما هذا المزاح؟ - لا يمزحون في القضاء؛ فتفضل واتبعنا. - إذا كنت لا تشكوني كما تقول فدعني أبقى في منزلي، وإني أقسم بشرفي ألا أبرحه قبل أن تنجلي الحقيقة، وإذا كنت لا تثق بيميني فأقم معي من تشاء من رجال البوليس.
فلم يقبل القاضي وساروا به، فودعه جيرار بالنظر، وهو يكاد يذوب حزنا عليه.
ناپیژندل شوی مخ