ولا أقسم الأعطان بيني وبينه ... ولا أتوقاه ولو كان مجربا
أقول له أورد لك الماء قبلنا ... وخذ برشائي إن رشاء تقضبا
معًا لا ترانا بيننا أحوذية ... ولا بغضة حتى يبين فيذهبا
وخير ردائي الذي حل والذي ... علي ولا أبغي الجديد المهذبا
قوله الذي حل هو بحاء غير معجمة يريد الذي حل لا الذي حرم؛ والذي علي أي والخلق الذي علي لا الجديد المهذب فقسم البيت نصفين وجعله كلامين ولو كان قسمًا واحدًا لم يجز لأنك لا تقول خير ثوبي الطويل والقصير الطويل الخلق فتعطف أحدهما على الآخر هذا محال لأنك إنما تفضل أحدهما على الآخر لا أن تفضلهما جميعًا على أنفسهما. ومن رواه بالخاء معجمة فذاك غير معورف ولا يقال قد خل الثوب إذا خلق ولكن يقال ثوب خل وجسم خل إذا كان ضعيفًا سخيفًا وهذا اسم لا يقع بعد الذي لا يقال الذي خل حتى تقول الذي هو خل ولا يصح البيت على هذا.
ومنهم عبد الملك بن جمانة الباهلي. قال أبو اليقظان: هو عبد الملك بن جمانة بن أحد بن عليم بن معن بن أعصر. قال أبو سعيد السكري: جمانة أمه وأنشد له:
فبت مسهدًا أرقًا كئيبًا ... أراعي التاليات من النجوم
تلألأ في السماء إذا استقلت ... كنظم الدر أو بقرات صريم
كأني إذ نظرت إلى سهيل ... ومجراه من الليل البهيم
أسير في الجبال تكنفتني ... بنات الليل مختضر الهموم
ومنهم بشار بن جمانة. قال أبو سعيد: جمانة أمه أيضًا وأبوه هند أحد بني عبس بن بغيض وليس له في كتاب بني عبس ذكر وأنشد له أبو سعيد أبياتًا منها
خذوا خط المولى الذليل فإنكم ... ذهبتم خرء الطير في غير مذهب