د ژبې او ادب په اړه مطالعات
مطالعات في اللغة والأدب
ژانرونه
البحث الثاني: في مقابلة الحروف العربية بغيرها
للحروف العربية مزايا عديدة، أذكر منها ما يأتي: (1)
أنها تكتب وتقرأ من اليمين إلى اليسار كالسريانية والعبرية وسائر اللغات التي اقتبست الحروف العربية بخلاف الحروف الإفرنجية، فإنها تكتب من اليسار إلى اليمين، وبخلاف الحروف الهيروغلوفية فإنها - وإن بدئ بها من اليمين في أول سطر - يجوز أن يبدأ بالسطر الثاني من اليسار، وهكذا يبدأ كل سطر من حيث انتهى سابقه، وعليه قول الشاعر:
لصاحب الأحباس برذونة
بعيدة العهد من الربط
تمشي إلى خلف إذا ما مشت
كأنها تكتب بالقبطي
وبخلاف الحروف الصينية فإنها تكتب من أعلى لأسفل ...
ومن الغريب اصطلاح الإفرنج على الكتابة من الجهة اليسرى دون اليمنى، على حين نراهم في كل أمورهم وأعمالهم يجرون من اليمين إلى اليسار، فمنازل الأعداد عندهم تتدرج من اليمين إلى اليسار - وإن كانوا يقرءونها بالعكس - وعلى حين أن الرسام أو النقاش إذا أراد أن يبدأ بعمله ابتدأه من اليمين، ولا سيما إذا كانت الرسوم متقابلة؛ بل «إذا كان أمامك درهمان على مائدة، وكلاهما على بعد متساو منك، وأردت أن تتناول واحدا منهما فإن كنت أيمن انقدت بالسليقة إلى أن تأخذ الذي إلى جهة يمينك» كما قال بعض العلماء في بحث تحت عنوان «الأعسر والأيمن». وكان ذلك كذلك؛ لأن نحو 98 في المائة من الناس يعملون باليد اليمنى دون اليسرى، وقد أثبت بعض علماء منافع الأعضاء أن ذلك أمر فطري في الإنسان ناشئ عن تركيب البنية مما ليس من شأننا الخوض فيه، وإنما يهمنا هنا أن نقول إن اصطلاح العرب أقرب إلى الطبع وأسهل تناولا، فإذا استسهل الإفرنجي الكتابة من الجهة اليسرى بحكم العادة والتربية والتعليم، استسهلناها من الجهة اليمنى بحكم العادة والتربية والتعليم وفوق ذلك بحكم الفطرة. (2)
من مزايا الحروف العربية أنها قليلة الأشكال بالنسبة إلى الحروف الإفرنجية مع أنها أكثر عددا. الحروف العربية تقسم إلى قسمين: كبيرة وصغيرة، فإذا تعلم التلميذ الحروف الكبيرة عرف الصغيرة؛ لأنها مقتطعة منها، إلا حروفا قليلة ليس لها إلا صورة واحدة، وهي الألف والواو والدال والذال والراء والزاي والطاء والظاء، فكأن القسمين قسم واحد، ولا فرق في ذلك بين حروف الكتابة وحروف الطباعة. وأما الحروف الإفرنجية فتقسم إلى قسمين: حروف طباعة وحروف كتابة، وكل منهما يقسم إلى قسمين آخرين: حروف كبيرة وحروف صغيرة، ولا شبه بين الواحد والآخر في الجميع فتكون الحروف الإفرنجية مضاعفة أربعة أضعاف. (3)
ناپیژندل شوی مخ