قلت: إني إذا سميته شيئا ذكرته سبحانه بكلام آخر أصله به، فيكون مديحا، لقولنا: الله شيء واحد كريم، والله شيء واحد عزيز، والله شيء ليس كالأشياء، فيكون ذلك مدحة، ولا يذكر العبد التقي ربه إلا وهو فيما ذكر من أسمائه مادح، فإذا سمى الله العبد بأنه شيء لم يفرده، حتى يقول: الله شيء لا كالأشياء، فيكون الكلام كله مقرونا بكلام آخر على ما ذكرنا، كان كله مديحا، وقول القائل للشيء هذا شيء، كلام مرسل غير مقرون بما يتجلى به المعنى، فليس بذم ولا مدح، لقولك عرفت شيئا، ولا يكون المعروف عندك مذموما ولا ممدوحا، حتى تقرنه بكلام آخر، فتقول: عرفت شيئا هو صالح، وعرفت شيئا هو فاسد، فيكون هنالك الذم والمدح، فلا يدرك بقولك هذا شيء وهذا شيء ائتلاف ولا اختلاف، فلا يرسل القول على الله بأنه شيء إلا مقرونا بكلام آخر، فيقول: هو شيء ليس كالأشياء، فيكون قولك: هو شيء بالصلة المقرونة مديحا، فكذلك يقول القائل: هذا الثوب شيء حسن أفضل من غيره، فيكون بما أجرى به الثوب مديحا، وإذا كان مرسلا لم يكن له مدحا ولا ذما.
مخ ۳۰۷