56
وهي تتفق مع أكثر الروايات القديمة في تعيين التاريخ، ولعل حاجي خليفة قد نقلها عن بعض المصادر القديمة، واكتفى بها دون ذكر سبب الموت.
وقد ذكر الدميري رواية ابن قتيبة في أن عمر غزا في البحر واحترقت سفينته، ولكنه جعل سنة الموت ثلاثا وثمانين.
57
ولعل الرقم خطأ مطبعي أو نسخي أو لعل الدميري أخذ روايته عن كتاب ابن خلكان؛ حيث نجد أن الهيثم بن عدي زعم أن عمر ولد سنة ثلاث عشرة، فقبل الدميري هذه الرواية، وأضاف إليها سن عمر - سبعين وجعل سنة وفاته ثلاثة وثمانين.
نرى بعد هذا كله أن نرفض خبر موته غرقا أو حرقا، وألا نقبل أنه مات بعد سنة 93ه، وكذلك نستبعد خبر موته من غصن أدماه بعد ريح تهب عليه لكي يستجاب دعاء امرأة شبب بها، ونحن نعلم أنه كان شيخا ضعيفا في آخر حياته يتوكأ على مولى له، ولا يقوى مثل هذا على ركوب الخيل في الصحاري أو ركوب البحر للغزو، فلا يبقى لدينا إلا أنه مرض ومات وقد قارب السبعين، ولنذكر أن عمر كانت تنتابه حمى البرداء، وقد ارتحل مرة إلى اليمن ومرض فيها واضطرته الحمى أن يمكث هناك، فنظم قصيدة يصف فيها مرضه ويشكو سوء حاله وحال رفاقه، ويعتذر إلى صاحبة له:
أرقت ولم يمس الذي اشتهي قربا
وحملت من أسماء إذ نزحت نصبا
لعمرك ما جاوزت غمدان طائعا
وقصر شعوب أن أكون بها صبا
ناپیژندل شوی مخ