وقلت: «يصلي الظهر وأدفعها إليه» .
فلما صلى الظهر قام يصلي، فقلت: يصلي العصر وأدفعها إليه ".
فلما صلى العصر أخذ في الذكر فهبته، فقلت: «يصلي المغرب وأدفعها إليه» .
فلما صلى المغرب قام يتنفل.
قلت: «يصلي العتمة وأدفعها إليه» .
فلما صلى العتمة قام يصلي، فلم يزل يصلي حتى مضى شطر الليل.
ثم ركع وسلم وقام.
فقمت خلفه فجاء إلى باب الصوال وهو الباب الثاني من المسجد الجامع بالفسطاط والقوم رقود عنده، فلما جزنا من الباب انفتح فخرج، وخرجت خلفه، فجعل لا يمر بدرب إلا انفتح له، ولا بكلب يهر إلا هدأ، حتى بلغ درب الصحراء فخرج منه.
فلما رأيت المقابر فزعت فقلت: يا فتى! .
فالتفت إلي، فقلت: السلام عليكم ورحمة الله، أنا خلفك من الظهر.
قال: لك حاجة؟ فقلت: نعم، أرسلني إليك الليث بن سعد بهذه الصرة تغير بها حالك.
فقال لي: أنا في غنى عنها.
فألححت عليه فقال: ناولني ذلك الحجر.
وكانت ليلة قمراء فناولته قطعة حجر كذان، فقال:
1 / 37