بلى أستطيع.
قالوا: وكيف ذلك؟ فقامت إلى الطيب، فتطيبت، ولبست من أحسن ثيابها، ثم أتت باب الصومعة ليلا، فنادت الراهب، فقالت: يا عبد الله، افتح لي الباب آوي إلى جنبه فإني أتخوف.
فلم تزل به، حتى نزل ففتح لها الباب، فدخلت فقعدت إلى جنب الباب، وصعد هو، ثم صعدت بعده ونزعت جميع ما عليها، ثم استلقت بين يديه عريانة، فنظر إلى أمر عظيم وفكر.
ثم قدم يده إلى المصباح فجعل عليه إصبعه الصغرى وهي تحترق حتى سقطت لم يحس ذلك من الشهوة.
ثم وضع إصبعه الأخرى حتى نفذت أصابعه، فلما رأت ذلك انفض فؤادها فماتت.
فلما أصبح الفتيان غدوا إليه فوجدوها عنده ميتة، فقالوا له: يا عدو الله كنت تغرنا والناس وقتلت هذه المرأة.
فأخذوه، وأوثقوه، وغسلوا المرأة وكفنوها، وقدموه ليضربوا عنقه، فطلب إليهم أن يتركوه يصلي ركعتين، ففعلوا.
فتوضأ وصلى ركعتين، ورفع يديه فدعا إلى الله، فإذا المرأة قد اضطربت في أكفانها واستوت قاعدة، فأخبرتهم بالذي رأت منه، ورد الله إليها نفسها وعاشت بعد ذلك.
وخلي الراهب، فعاد إلى صومعته، وابتنت إلى جنبه صومعة وتعبدت معه.
١٥ - قال ابن أبي الدنيا: حدثني سويد بن سعيد، قال: وحدثنا خالد بن عبد الله اليماني، قال:
1 / 20