92

مصطفى النحاس

مصطفى النحاس

ژانرونه

وكذلك كانت «سمنود» معروفة في عصور الفراعنة، وكانت تدعى قديما «جمنوت» - وهي قريبة في الغنة من سمنود - كما كانت تسمى أيضا في التواريخ القديمة «سبنيت»، وقد ذكر العلامة المؤرخ مارييت أن فراعنة الأسرة الثلاثين كانوا من سمنود، وكان جلوس أول ملك من ملوكها على السرير قبل ميلاد المسيح بثلاثمائة وثمان وسبعين سنة، وفي أواخر زمن فراعنتها استولت الفرس على مصر للمرة الثانية، فأقاموا بها بضع سنين حتى جلاهم الإسكندر الأكبر عنها، وانتزع الملك من أيدي الفراعنة الأصليين.

وكانت سمنود مولد المؤرخ «مانيتون» الذي نقل عنه الرومان ما نقلوه من تاريخ قدماء المصريين.

وقد روى المقريزي في خططه أن سمنود كانت في صدر الإسلام من المنازل التي ينزلها العرب لربيع خيولهم، فكان إذا جاء الربيع كتب عمرو بن العاص لقبائل العرب بربيعهم حيث أحبوا، فكانت القرى التي يختارها أكثرهم هي: منوف، وسمنود، وإهناس، وطحا. وكان عمرو يقول للناس إذا قفلوا من غزوهم: «إنه قد حضر الربيع، فمن أحب منكم أن يخرج بفرسه يربعه فليفعل، ولا أعلمن ما جاء أحدكم قد أسمن نفسه، وأهزل فرسه، فإذا حمض اللبن، وكثر الذباب، ولوى العدد، فارجعوا إلى فسطاطكم.»

وروي عن عمرو بن العاص أنه خطب الناس يوما فقال:

يا معشر الناس، إياكم وخلالا أربعا، فإنها تدعو إلى النصب بعد الراحة، وإلى الضيق بعد السعة، وإلى الذلة بعد العزة؛ إياكم وكثرة العيال،

1

وإخفاض الحال، وتضييع المال ، والقيل بعد القال، في غير درك ولا نوال. ثم إنه لا بد من فراغ يئول إليه المرء في توديع جسمه، والتدبير لشأنه، وتخليته بين نفسه وبين شهواتها.

2

ومن صار إلى ذلك فليأخذ بالقصد والنصيب الأقل، ولا يضيع المرء في فراغه نصيب العلم من نفسه، فيجوز من الخير عاطلا، وعن حلال الله وحرامه غافلا. يا معشر الناس، إنه قد تدلت الجوزاء، ونزلت الشعرى، وأقلعت السماء، وارتفع الوباء، وقل الندى، وطاب المرعى، ووضعت الحوامل، ودرجت السخائل، وعلى الراعي بحسن رعيته، حسن النظر، فحي لكم على بركة الله تعالى إلى ريفكم، تنالوا من خيره ولبنه، وخرافه وصيده، وأربعوا خيلكم وأسمنوها، وصونوها وأكرموها؛ فإنها جنتكم من عدوكم، وبها مغانمكم وأنفالكم، واستوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرا. وقد حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله

صلى الله عليه وسلم

ناپیژندل شوی مخ