157

مسترک په مجموع فتواو باندې

المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ

ژانرونه

وقد اتفق المسلمون على أن أمة محمد ﷺ خير الأمم، وأن خير هذه الأمة أصحاب نبينا ﷺ وأفضلهم السابقون الأولون، وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ﵃.
ومن كان رسولا فقد اجتمعت فيه ثلاثة أصناف (١): الرسالة، والنبوة، والولاية.
ومن كان نبيا فقد اجتمع فيه الصفتان. ومن كان وليا فقط لم يكن فيه إلا صفة واحدة. ومن كان لكتاب الله أتبع فهو بولاية الله أحق.
وقد أجمع المسلمون على أن موسى أفضل من الخضر، فمن قال: إن الخضر أفضل فقد كفر. وسواء قيل: إن الخضر نبي أو ولي. والجمهور على أنه ليس بنبي، بل أنبياء بني إسرائيل الذين اتبعوا التوراة، وذكرهم الله تعالى كداود وسليمان أفضل من الخضر؛ بل على قول الجمهور، أنه ليس بنبي فأبو بكر وعمر ﵄ أفضل منه. وكونه يعلم مسائل لا يعلمها موسى لا يوجب أن يكون أفضل منه مطلقا كما أن الهدهد لما قال لسليمان ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ [٢٧/٢٥] لم يكن أفضل من سليمان، وكما أن الذين كانوا يلقحون النخل لما كانوا أعلم بتلقيحه من النبي ﷺ لم يجب من ذلك أن يكونوا أفضل منه ﷺ، وقد قال لهم: «أنتم أعلم بأمور دنياكم، أما ما كان من أمر دينكم فإلي» .
وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ﵃ كانوا يتعلمون ممن هو دونهم علم الدين الذي هو عندهم، وقد قال النبي ﷺ: «لم يبق بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة» ومعلوم أن ذريتهم (٢) في العلم أفضل ممن حصلت له الرؤيا الصالحة.

(١) كذا بالأصل ولعله: أوصاف لما يأتي بعده.
(٢) كذا في الأصل ولعله: رتبتهم في العلم.

1 / 166