ورواه الدارقطني في «سننه» (١) من حديث المغيرة بن سِقْلاَب، عن الوازع بن نافع، عن سالم، عن ابن عمرَ، عن عمرَ، عن أبي بكر، به.
وليس هذا الإسناد شيئًا، والصحيح: الأول، والله أعلم.
حديث آخر
(٦) قال الحافظ أبو يعلى الموصلي في «مسنده» (٢):
ثنا أبو هشام، ثنا النضر -يعني: ابن منصور-، ثنا أبو الجَنوب قال: رأيتُ عليًّا ﵁
(١) (١/ ١٠٩)، ولفظه: جاء رجلٌ قد توضأ وبَقِيَ على ظَهْر قدمِهِ مثلُ ظُفرِ إبهامِهِ لم يمسَّهُ الماءُ، فقال له النبيُّ ﷺ: «ارجِع، فأتمَّ وضوءَكَ». ففَعَل.
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عنه، فقال: هذا حديث باطل بهذا الإسناد، والوازع بن نافع ضعيف الحديث. انظر: «العلل» (١/ ٦٧ رقم ١٦٧)،
(٢) (١/ ٢٠٠ رقم ٢٣١).
وأخرجه -أيضًا- البزار (١/ ١٣٦ رقم ٢٦٠ - كشف الأستار) وابن حبان في «المجروحين» (٣/ ٥٣) وابن عدي (٧/ ٢٣ - ترجمة النضر بن منصور) وأبو جعفر مُطيَّن في «مسند علي بن أبي طالب»، كما في «الإمام» لابن دقيق العيد (٢/ ٥٢) من طريق النضر بن منصور، به.
وقد أعلَّ هذا الخبرَ جماعةٌ من الحفاظ:
فقال البزار -كما في «الإمام» -: وهذا الفعل لا نعلمه يُروى عن رسول الله ﷺ إلا بهذا الإسناد، وأبو الجَنوب لا نعلم حدَّث عنه إلا النضر بن منصور، والنضر حدَّث عنه غير واحد، وهذا الحديث إنما ذكرناه؛ لأنه لا يُروى عن رسول الله ﷺ إلا من هذا الوجه.
وقال ابن الجوزي في «الإعلام في ناسخ الحديث ومنسوخه»: هذا حديث ليس بقوي.
وقال ابن الصلاح في كلامه على «المهذَّب»: هذا لم أجد له أصلًا، ولا وَجَدتُ له ذِكرًا في شيء من كتب الحديث المعتمدة. انظر: «البدر المنير» لابن الملقن (٢/ ٢٤٤ - ٢٤٥).
وقال النووي في «المجموع» (١/ ٣٣٩): باطل، لا أصل له، ويُغني عنه الأحاديث الصحيحة المشهورة: أن رسول الله ﷺ كان يتوضأ بغير استعانة.