ولقد تحققت فيه كلمة سيد الشهداء : « لاتأكل من بر العراق إلا يسيرا » فإنه رجع من كربلاء صفر الكف خالي الوطاب من الزلفى ، وهل أحد أخسر صفقة منه حين دعاه ابن زياد ، وطلب منه العهد بولاية الري فاعتذر بضياعه فلم يقبل منه ، وألح عليه قال : إني تركته يقرأ على عجائز قريش اعتذارا منهن : أما والله لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو نصحتها أبي سعدالكنت قد أديت حقه. (15) وبقى في الكوفة خاسرا ربح السلطان والفوز بجوار المصطفى حتى قتله المختار شر قتلة في ذي الحجة سنة ست وستين ومعه ابنه حفص (16) ولعذاب الله أشد.
لفت نظر :
تقدم في حديث ابن قولويه أن سعد بن ابي وقاص اعترض على أميرالمؤمنين لما قال : « سلوني الخ » ، ورواه الصدوق في الأمالي ص81 مجلس 28 ، والإستبعاد بأن سعدا لم يرد الكوفة موقوف على أن يكون هذا الخطاب بالكوفة ولم تقم قرينة على أمير المؤمنين لم يقل : « سلوني » إلا في الكوفة إذ من المحتمل أن يكون ذلك الإعتراض بعد خطبته عليه السلام بالمدينة اما في أيام خلافته أو في أيام خلافة من تقدمه ويؤيد تكرر هذا القول منه عليه السلام حديث عباية الأسدي : كان أمير المؤمنين علي كثيرا ما يقول : سلوني قبل أن تفقدوني الخ (17).
ولعل حديث ابن قولويه : وكان عمر يدرج بين يديه ، يؤكد هذا الإحتمال أعني وقوع الخطاب والإعتراض في المدينة ، فإنه على هذا يكون عمر صغيرا ، حتى على القوم بولادته أيام النبي ، واحتمال بعض العلماء أن تعيين الأب والإبن في حديث ابن قولويه والصدوق من الراوي للمغروسية في الأذهان بأن عمر بن سعد قاتل الحسين ، فعين الأب والإبن باجتهاده وحسبه الآخر رواية فدونها ورواها ، مبني على حصر الخطاب في الكوفة وليس له شاهد في الحديث والتاريخ.
ومما يشهد لتعدد الواقعة ما يروى أن تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترض على أمير المؤمنين لما سمعه يقول : سلوني الخ ، فأخبره عليه السلام بأن في
مخ ۱۰۷