81

موسیقی او غږول په عربو کې

الموسيقى والغناء عند العرب

ژانرونه

بكل تداوينا فلم يشف ما بنا

على أن قرب الدار خير من البعد

ثم قال: يا إبراهيم، هذا الغناء الماخوري، خذه وانح نحوه في غنائك وعلمه جواريك، فقلت: أعده علي، فقال: لست بمحتاج، قد أخذته وفرغت منه، ثم غاب من بين عيني؛ فارتعت لذلك، وقمت إلى السيف فجردته ثم عدوت نحو أبواب الحرم فوجدتها مغلقة، فقلت للجواري: أي شيء سمعن عندي؟ فقلن: سمعنا غناء لم نسمع قط أحسن منه، فخرجت متحيرا إلى باب الدار فوجدته مغلقا، فسألت البواب عن الشيخ الذي خرج، فقال: أي شيخ؟ والله ما دخل اليوم عليك أحد! فرجعت لأتأمل أمري فإذا هو قد هتف بي من بعض جوانب البيت: لا بأس عليك يا إسحاق، أنا أبو مرة إبليس، وقد كنت نديمك اليوم، فلا ترع، فركبت إلى الرشيد وأخبرته بالحديث، فقال: ويحك، أعد الأصوات التي أخذتها، فأخذت العود وغنيتها كما هي راسخة في صدري، فطرب الرشيد، وجلس يشرب ولم يكن عزم على الشراب، وقال: كان الشيخ أعلم بما قال أنك قد أخذتها وفرغت منها، فليته أمتعنا بنفسه يوما واحدا كما متعك، وأمر لي بصلة فأخذتها وانصرفت.

وقال كشاجم الكاتب في كتابه المسمى بأدب القديم: إنما سمي الماخوري لأن إبراهيم بن ميمون الموصلي كان يكثر الغناء في المواخير، والخبر الذي يذكره العوام عن إسحاق وتمثل إبليس له وتعليمه إياه هذه الطريقة حديث خرافة.

وفي «المنتقى من جامع الفنون» (ص9) نكتة غريبة هي: زعم قوم أن النبات له حس وحركة إرادية، وذلك لما رأوا منه ما يميل مع الشمس، كالشقايق والخبازي.

وزعم آخرون أن له مع الحس والحركة الإرادية عقلا وفهما. ومما يوهم صحة دعواهم وما زعموه، ما حكاه جمال الدين محمد بن إبراهيم الوراق الملقب بالوطواط قال: حكى لي القاضي فخر الدين إبراهيم بن علي قال: مررت بقرية من قرى بعلبك تسمى «الرمانة»، فرأيت في بقعة منها نبتا يشبه المنثور في لونه ونوره، فوقفت متعجبا من حسنه، فقال لي بعض الظرفاء: إنه يريك منه عجبا، قلت: وما هو؟ قال: يغنى له بيتان معروفان، فلا يزال يهتز حتى تسقط أوراقه ويذبل، وسأريك ذلك، ثم اندفع يغني البيتين ويوقع بكفه:

يا ساكنا بالبلد البلقع

ويا ديار الظاعنين اسمعي

ما هي أطلالي ولكنها

ديار أحبابي فنوحي معي

ناپیژندل شوی مخ