67

موسیقی او غږول په عربو کې

الموسيقى والغناء عند العرب

ژانرونه

فالحمد لله الذي جعل حظي منك هذا ومثله، غير مستصغر لشأنك، ولا مستقل لقليل حسن رأيك، والله أسأل أن يطيل بقاءك، ويحسن جزاءك، ويجعلني فداءك.

قد طال الكتاب وكثر العتاب، وجملة ما عندي من الإعظام والإجلال اللذين لا أخاف أن أجعلهما عندك، والمحبة التي لا أمتنع منها، ولا أعرف سواها، والسمع والطاعة في تسليم ما تحب تسليمه، والإقرار بما أحببت أن أقر به، وسأشهد على ذلك محمد بن واضح وأشهد لك به من أحببت، وأؤدي الخراج، ولكن لا بد من فائدة؛ وإلا انكسر، فهات - جعلت فداءك - وخذ، وأوف واستوف، فإنك واجد صحة واستقامة إن شاء الله. مد الله في عمرك، وصبرني عليك، وقدمني قبلك، وجعلني من كل سوء فداءك. (14) غناء الموصلي للرشيد

في «الأغاني» (ج5، ص39): حدثني مزيد قال: حدثني حماد عن أبيه قال:

حدث إبراهيم الموصلي قال: قال لي جعفر بن يحيى يوما، وقد علم أن «الرشيد» أذن لي وللمغنين في الانصراف يومئذ: صر إلي حتى أهبك شيئا حسنا، فصرت إليه فقال لي: أيما أحب إليك: أهب لك الشيء الحسن الذي وعدتك به، أو أرشدك إلى شيء تكسب به ألف ألف درهم؟

فقلت: بل يرشدني الوزير - أعزه الله - إلى هذا الوجه، فإنه يقوم مقام إعطائه إياي هذا المال.

فقال: إن أمير المؤمنين يحفظ شعر ذي الرمة حفظ الصبا، ويعجبه ويؤثره، فإذا سمع فيه غناء أطربه أكثر مما يطربه غيره مما لا يحفظ شعره، فإذا غنيته فأطربته وأمر لك بجائزة فقم على رجليك قائما، وقبل الأرض بين يديه وقل له: حاجة لي غير هذه الجائزة أريد أن أسألها أمير المؤمنين، وهي حاجة تقوم عندي مقام كل فائدة ولا تضره ولا ترزؤه.

وسيقول لك: أي شيء حاجتك؟ فقل: قطيعة تقطعينها، سهلة عليك لا قيمة لها ولا منفعة فيها لأحد.

فإذا أجابك إلى ذلك، فقل له: تقطعني شعر ذي الرمة أغني فيه ما أختاره، وتحظر على المغنين جميعا ألا يداخلوني فيه؛ فإني أحب شعره وأستحسنه فلا أحب أن ينغصه علي أحد منهم، وتوثق منه في ذلك.

فقبلت ذلك القول منه، وما انصرفت من عنده بعد ذلك إلا بجائزة، وترقبت وقت الكلام في هذا المعنى حتى وجدته، فقمت فسألت كما قال لي، وتبينت السرور في وجه الرشيد وقال: ما سألت شططا، وقال: أقطعتك سؤلك.

قال الموصلي: فجعلوا يتضاحكون من قولي، ويقولون: لقد استضخمت القطيعة، والرشيد ساكت، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في التوثق؟ قال: توثق كيف شئت، فقلت: بالله وبحق رسوله، وبتربة أمير المؤمنين المهدي، ألا جعلتني على ثقة من ذلك، بأنك لا تعطي أحدا من المغنين جائزة على شيء يغنيه في شعر ذي الرمة، فإن ذلك وثيقتي.

ناپیژندل شوی مخ