موسیقی شرقی
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
ژانرونه
ابن عائشة
هو محمد بن عائشة، وكان يفتن كل من سمعه، وقد أخذ عن معبد ومالك، ولم يموتا حتى ساواهما على تقديمه لهما واعترافه بفضلهما، ومات في عصر الوليد بن يزيد.
حنين الحيري
هو حنين بن بلوع الحيري، مختلف في نسبه؛ فقيل: إنه من العباديين من تميم، وقيل: إنه من بني الحرث بن كعب، وكان شاعرا رقيقا مغنيا فحلا من فحول المغنين، وله صنعة فاضلة متقدمة، وكان مسيحيا يسكن الحيرة، ويكري الجمال إلى الشام وغيرها.
وفي صغره كان غلاما يحمل الفاكهة بالحيرة، وكان لطيفا في عمل التحيات، فكان إذا حمل الرياحين إلى بيوت الفتيان، ومياسير أهل الكوفة، وأصحاب القيان والمتطربين إلى الحيرة، ورأوا رشاقته وحسن قده، وحلاوته، وخفة روحه؛ استحلوه، وأقام عندهم، وخف لهم، فكان يسمع الغناء بشهية ويصغي إليه، فلا يكاد ينتفع به في شيء إذا سمعه، حتى شدا منه أصواتا فأسمعها الناس، وكان مطبوعا حسن الصوت، واشتهوا غناءه والاستماع منه وعشرته، وشهر بالغناء ومهر فيه، وبلغ منه مبلغا عظيما، ثم رحل إلى عمر بن داود الوادي وإلى حكم الوادي، وأخذ منهما، وغنى لنفسه في أشعار الناس، فأجاد الصنعة وأحكمها، ولم يكن بالعراق غيره.
وكان المغنون في هذا العصر أربعة: ثلاثة بالحجاز؛ وهم: ابن سريج ومعبد والغريض، والرابع: حنين بالحيرة. وقد بلغ الثلاثة أن حنينا غنى:
هلا بكيت على الشباب الذاهب
وكففت عن ذم المشيب الآيب
فتذاكروا بينهم وقالوا: ما في الدنيا أهل صناعة شر منا؛ لنا أخ بالعراق ونحن بالحجاز لا نزوره ولا نستزيره! فكتبوا إليه ووجهوا له نفقة، وقالوا في رسالتهم: نحن ثلاثة وأنت وحدك، فأنت أولى بزيارتنا. فشخص إليهم، فلما كان على مرحلة من المدينة بلغهم خبره، فخرجوا يتلقونه، فلم ير يوم كان أكثر حشرا ولا جمعا من يومئذ. ودخلوا، فلما صاروا في بعض الطريق قال لهم معبد: صيروا إلي! فقال له ابن سريج: إن كان لك منه الشرف والمروءة ما لمولاتي سكينة بنت الحسين - رضي الله عنهما - عطفنا إليك، فقال: ما لي من ذلك شيء، وعدلوا إلى منزل السيدة سكينة، فلما دخلوا إليها أذنت للناس إذنا عاما، فغصت الدار بهم وصعدوا فوق السطح، وأمرت لهم بالأطعمة، فأكلوا منها ثم سألوا حنينا أن يغنيهم صوته الذي أوله:
هلا بكيت على الشباب الذاهب
ناپیژندل شوی مخ