موسیقی شرقی
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
ژانرونه
والغناء من الثقيل الأول بالسبابة، وهو أول صوت غني به في الإسلام من الغناء العربي المتقن الصنعة .
ومن ذاك الوقت طفق يلحن أصواتا فنية متقنة حتى ذاع صيته. وقد اصطحبه عبد الله بن جعفر حينما وفد على معاوية بن أبي سفيان، ثم عرض عليه بعض حوائجه، ثم ثنى بحاجة لسائب خاثر، فقال له معاوية: من سائب خاثر؟ قال: رجل من أهل المدينة ليثي يروي الشعر. قال: أوكل من روى الشعر أراد أن نصله؟ فقال: إنه أحسنه، قال: وإن أحسنه! قال: فأدخله إليك يا أمير المؤمنين، قال: نعم! فلما دخل قام على الباب ثم رفع صوته يتغنى:
لمن الديار رسومها قفر
فالتفت معاوية إلى عبد الله بن جعفر فقال: أشهد لقد حسنه! فقضى حوائجه وأحسن إليه.
وفي ليلة أشرف معاوية على منزل يزيد ابنه، فسمع صوتا أعجبه واستخفه السماع، فاستمع قائما حتى مل الوقوف، ثم دعا بكرسي فجلس عليه واشتهى الاستزادة، فاستمع بقية ليلة حتى مل، فلما أصبح غدا على يزيد فقال له: يا بني، من كان جليسك البارحة؟ فقال: أي جليس يا أمير المؤمنين؟ واستعجم عليه، قال: عرفني؛ فإنه لم يخف علي شيء من أمرك، قال: سائب خاثر، فقال: فاختر له، يا بني، من برك وصلتك؛ فما رأيت بمجالسته بأسا.
وقد أخذ عنه الغناء ابنه سريج وجميلة ومعبد وعزة الميلاء وغيرهم.
زعيمتا النهضة الموسيقية العربية
كانت عزة الميلاء مولاة للأنصار، ومسكنها المدينة، وهي أقدم من غنى الغناء الموقع من النساء بالحجاز، وماتت قبل جميلة، وكانت من أجمل النساء وجها، وأحسنهن جسما، وسميت الميلاء لتمايلها في مشيتها.
وقال معبد: كانت عزة الميلاء ممن أحسن ضربا بعود، وكانت مطبوعة على الغناء لا يعيها أداؤه ولا صنعته ولا تأليفه، وكانت تغني أغاني القيان من القدائم؛ مثل سيرين وزرنب والرباب وسلمى ورائقة. وكانت رائقة أستاذتها. فلما قدم نشيط وسائب خاثر المدينة غنيا أغاني بالفارسية، فتلقنت عزة عنهما نغما، وألفت عليها ألحانا عظيمة عجيبة.
وكان ابن سريج في حداثة سنه يأتي المدينة ويسمع من عزة، ويتعلم غناءها، ويأخذ عنها، وكان بها معجبا، وكان إذا سئل: من أحسن الناس غناء؟ قال: مولاة الأنصار «عزة» المفضلة على كل من غنى وضرب بالمعازف والعيدان من الرجال والنساء.
ناپیژندل شوی مخ