احتدت ريكو أثناء قول ذلك ووصلت الدموع إلى خدودها البيضاء فأسرعت بإخراج منديل ومسحتها. - «أي أنك تقولين إنك لا تقدرين على لقائه بسبب شدة حبك له.»
أومأت ريكو في صمت. - «إذن ماذا ستفعلين؟ هل ستعودين إلى بلدتك هكذا كما أنت؟»
هزت ريكو عنقها البض الرقيق يمينا ويسارا مثل الأطفال. - «هل ستعيشين إذن في طوكيو بمفردك؟» - «كلا.» - «ماذا؟! ...» - «إنني أعتقد يا دكتور أنه من الأفضل لي الآن أن أظل وحيدة في سكون إلى أن تخف ذكريات خطيبي. ولكنني أيضا أخاف من ذلك. في الليل مثلا يظهر وجه خطيبي الميت وسط الظلام ويدعوني بيده، أخاف أن أختطف. وعلاوة على ذلك أعتقد أنني أريد الذهاب في رحلة إلى مكان ليس له علاقة بأهلي ولا بأقاربي بديلا عن العيش في طوكيو المزدحمة هذه.» - «هذا أمر جيد بالتأكيد. ولكن في هذه الحالة من الأفضل حقا الذهاب في رحلة مع صديق تثقين فيه.» - «لا أملك مثل هذا الصديق.»
ظلت ريكو مطأطئة الرأس تفكر طويلا. وأخيرا رفعت عينيها الصافيتين وقالت ما لم أتوقعه. «ألا ترغب يا دكتور في الذهاب في رحلة معي؟»
19
لم أستطع على الفور تخمين مشاعر ريكو، ولم عرضت علي السفر معها، ولكن ارتعش قلبي فرحا للحظة.
ولكن ليس من اللائق أن أسمع أنا «الموسيقى». استعدت هدوئي الوظيفي بسرعة أسرع من لمح البصر، ولكن كانت تلك اللحظة مثل قوس قزح ظهر في لحظة عابرة في حقلي الوظيفي الرمادي اللون. حتى وإن كان كل ما تقوله ريكو كذبا، ولكن يجب علي أنا أيضا كإنسان أن أهتم بمثل هذه الفرحة. - «بالتأكيد تلك هي الطريقة المثالية» قلت لها ذلك بقليل من المزاح «أي بالنسبة لوضعك الحالي، السفر في رحلة بصحبة طبيبك المعالج.» - «كلا، لم أقل ذلك بتلك النية.» - «هل معنى ذلك إذن أن تذهبي مع [صديق يمكنك الثقة به]؟»
بعد أن تسرعت في قول ذلك، ومع أننا لسنا في جلسة تحليل نفسي، إلا أنني أنا نفسي فكرت في أن موقفي هذا موقف شخصي كريه. - «لك الحرية في أن تشعر بأي شيء. ولكنني فقط جربت أن أعرض عليك السفر بلا سبب محدد. ولا مانع من الرفض إن كان ذلك مستحيلا.»
قالت ذلك بنبرة في منتهى السكينة والحيادية، فكنت مضطرا إلى العودة سريعا إلى نبرة حديث مهنية. «كلا، أنا أيضا لدي رغبة عارمة في الذهاب معك، ولكن هذا محال مع كثرة هذا العمل هنا. فلو تركت العمل يوما واحدا، تتوقف وظائف العيادة كلها.» - «هذا مؤسف يا دكتور.» - «ولكن على هذا الحال، فأنت مريضتي، ولذا ثمة ضرورة أن تعلميني بموعد السفر ومكانه واسم الفندق وموعد العودة إلى طوكيو؛ لأن اختفاءك المفاجئ مثل المرة السابقة إزعاج للجميع.» - «لا تقلق هذه المرة. إن لم تأت معي يا دكتور، فمن الأفضل أن أذهب كما أنا الآن حاملة حقيبة السفر هذه وأتوجه إلى محطة طوكيو. فلقد قررت بالفعل المكان الذي أذهب إليه.»
أخرجت ريكو من جيب المعطف السماوي اللون حقيبة صغيرة، ومن داخلها أخرجت حافظة أصغر. راقبت باهتمام بالغ حركاتها الدقيقة تلك، وتخيلت أنها ستخرج من تلك الحافظة الصغيرة حافظة أصغر، ثم تخرج منها واحدة أصغر، ثم أصغر وأصغر. ربما يمكن القول إنني كنت أستخدم صدفة رمزية فرويد.
ناپیژندل شوی مخ