ذكر خبر آخر فِي هَذَا الْمَعْنى وتأويله وَمَعْنَاهُ
وَنَظِير هَذَا الْخَبَر فِي بَاب السُّؤَال عَن الْمَكَان مَا رُوِيَ أَن سَائِلًا سَأَلَ رَسُول الله ﷺ فَقَالَ
أَيْن كَانَ رَبنَا قبل أَن يخلق السَّمَاء
فَقَالَ ﷺ كَانَ فِي عماء مَا تَحْتَهُ هَوَاء وَمَا فَوْقه هَوَاء
فَفِي هَذَا الْخَبَر إِنَّمَا سَأَلَ النَّبِي ﷺ أَيْن الله
وَهَذَا أقرب من أَن يكون سؤالا عَن الْمَكَان على أَن قَوْله ﷺ فِي عماء يحْتَمل أَن يكون فِي بِمَعْنى فَوق كَمَا قَالَ الله ﷿ ﴿فسيحوا فِي الأَرْض﴾ أَي على الأَرْض
وكما قيل فِي تَأْوِيل قَوْله ﴿أأمنتم من فِي السَّمَاء﴾ أَنه أَرَادَ من فَوْقهَا
وَقد رُوِيَ هَذَا الْخَبَر على وَجْهَيْن
أَحدهمَا بِالْمدِّ وَهُوَ أَن يُقَال فِي عماء مَمْدُود والعماء فِي اللُّغَة هُوَ السَّحَاب الرَّقِيق وَرُوِيَ مَقْصُورا وَهُوَ أَن يُقَال فِي عَمَّا