مشکلات سره غریبانو: د اخلاق فلسفې په اړه یوه مطالعه
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
مع ذلك فقد مارس بيرك نسخته من الخير العام. ويخفي الذين يتذكرون مقولته الشهيرة، التي تقول إن المبدأ الأول للحب هو حب «العصبة الصغيرة» المكونة من الأصدقاء والأهل، عبارة «المبدأ الأول» بصفة عامة. ويتابع بيرك قائلا إن روابط الولاء المحلية هذه تمثل أول حلقة في سلسلة تبلغ ذروتها في حب الوطن والبشرية. فهو - على كل حال - ليس من متبعي المذهب الخصوصي القليلي التبصر كما يبدو؛ إذ يؤكد عند استدعاء وارين هيستنجز أمام مجلس العموم أن سلوك هيستنجز الخسيس في الهند يجب أن يقيم في ضوء المعايير الأخلاقية السائدة في الوطن، فلا ينبغي قبول أي استثناء، كما طالب المتهم نفسه مخادعا، بسبب اختلاف السياق الثقافي؛ فالمعايير الأخلاقية عند بيرك لا تتأثر بالتغير في الموقع الجغرافي؛ إذ يجب أن يسود الشعب الهندي نفس ميزان العدل والحرية كما هو الحال بالنسبة للشعب البريطاني. ويكتب بيرك في عمله «ملاحظات على سياسة الحلفاء»: «ثمة بعض النقاط الأساسية التي لا تتغير فيها الطبيعة «البشرية»؛ لكنها قليلة وواضحة وترجع للأخلاق لا السياسة.»
11
لم يؤمن بيرك بأن روابط الحب يمكن أن تمتد إلى أبعد من العصبة المحيطة بالفرد؛ لكن المبادئ التي أدان بها السلب الاستعماري في أيرلندا أو الهند مبادئ عامة، فخلق التعاطف يمكنه أن يعبر بك حدود المنزل إلى المجتمع السياسي؛ لكنه لا يمكن أن يخرج بك كليا للبشرية جمعاء؛ فلهذا تحتاج مذهبا أخلاقيا ذا طابع أكثر شمولية. ورغم أن بيرك تبنى ضمنيا منظومة مشابهة في مناصرته للهنديات المغتصبات والمتمردين الأيرلنديين المعذبين والثوار الأمريكيين، فقد فعل ذلك مع كامل الحذر من افتراضاتها الفلسفية بالنسبة لفيلسوف أخلاقي يؤمن بأن الأقربين أولى بالمعروف، ونادرا ما يتجاوزه لغيرهم.
إن ما يحفظ تماسك المجتمع في رأي بيرك هو المحاكاة؛ إذ يكتب: «إن المحاكاة - بدرجة أكبر بكثير من القواعد - هي ما يعلمنا كل شيء، ومن ثم فما نتعلمه لا نكتسبه بطريقة فعالة فقط بل بطريقة سارة أيضا. وهي تشكل سلوكنا وآراءنا وحياتنا؛ فهي واحدة من أقوى روابط المجتمع، وهي نوع من الإذعان المشترك، يسلم فيه كل الناس بعضهم لبعض دون قيود، ويشعر فيه الجميع بالإطراء الشديد.»
12
وكتب تيودور أدورنو لاحقا عن كيف «ترتبط الإنسانية بشدة بالتقليد؛ فالإنسان لا يكون إنسانا إطلاقا إلا بتقليد غيره من البشر.» ويكمن نوع من الزيف الممكن في رأيه في أصل الهوية.
13
فالمحاكاة المتبادلة ليست فقط ممتعة لأننا نستمتع بالتكرار بالفطرة، بل أيضا لأننا نتقمص صبغة الآخرين تلقائيا ودون عناء، بمجرد مشاركتهم أسلوب حياتهم، وهو ما يكسب المحاكاة شيئا من السمة السابقة على التفكير التي تميز النظام الخيالي. فنحن - بحسب عبارة بيرك نفسه - نتعامل هنا مع دائرة من «الإذعان المشترك» التي يبدو فيها أن كل فرد ينحرف عاطفيا عن داخله - إن جاز التعبير - إلى فلك عواطف غيره، فالمجتمع يسير على نحو أشبه بالسجع. ويكتب برتولت بريخت أن «الفرد ينسى بسهولة أن التعليم البشري يتم في إطار تصويري مسرحي جدا. إن الطفل يعلم السلوك بطريقة تصويرية تماما، ولا تأتي القضايا المنطقية إلا لاحقا ... فالإنسان يقلد الإشارات والإيماءات ونبرات الصوت.»
14
فالقواعد الأخلاقية تنتمي للعالم الرمزي للواجب والتفكير والقيم العامة؛ لكن اكتساب قواعد السلوك المتحضر قضية مرتبطة بالاقتداء بسلوك الآخرين، الذين يفعلون ذلك أيضا، فكل هذا إذن هو ما يسميه بيرك «الجمال» ويعني به دائرة التعاطف المشترك: «عندما يعطي ... الرجال والنساء لنا شعورا بالسرور والفرحة لرؤيتهم (وكثير منهم كذلك)؛ إذ يثيرون مشاعر الحنان والحب تجاه شخوصهم، فنحن نحب قربهم منا وندخل طوعا في نوع من الارتباط معهم ...»
ناپیژندل شوی مخ