مشکلات سره غریبانو: د اخلاق فلسفې په اړه یوه مطالعه
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
37
إذ أدرك - عند هذا الحد - الذوات الأخرى في ضوء نموذج «الأنا»، أي في ضوء عين ما يميزني عنها؛ وبهذا لا يمكنني أبدا أن أحرر ذاتي منها. ويقول ميرلو-بونتي عن هذه النظرية: «إن جسد الآخر - كجسدي - ليس مسكونا وإنما هو شيء موجود أمام الوعي الذي يفكر فيه أو يكونه ... فهناك نوعان من الوجود، وهما اثنان فقط: الوجود في ذاته أو اللاواعي وهو وجود الأشياء المتراصة في المكان، والوجود لذاته أو الواعي وهو الوجود الإنساني الواعي بذاته.»
38
إلا أن الجسد على وجه التحديد - تلك الظاهرة مزدوجة الطبيعة التي ليست مجرد شيء له «وجود لا واع» ولا «وجود واع» على نحو واضح - هو نفسه ما يهدم هذه القطبية السارترية، فجسد الآخر حاضر أمامي بما يسبق الفكر باعتباره شيئا له «وجود لا واع» أو شيئا في نطاق رؤيتي يعبر في جوهره عن شيء له «وجود واع»؛ أي كيان ذي إرادة يحدث حركة تجاه العالم بدلا من أن يظل جمادا كامنا داخل حدوده. فأنا أدرك إرادتك من حركات جسدك وليس من خلال عملية غير مرئية تتخفى وراءها. بنفس القدر، فإن جسدي «يجعلني كالآخر من دون اغتراب» كما يقول إيمانويل ليفيناس؛
39
إذ توجد - كما يرى ميرلو-بونتي - «رابطة داخلية» بين جسدي وجسدك تماما كما توجد بين جسدي و«وعيي». أو رابطة، كما قد نضيف، بين سلسلة من الأصوات ومجموعة من المعاني. ذلك لأن جسدي لا يمكن أبدا أن يكون وجوده عندي كساعة يدي، وكذلك جسدك. فخلال رؤية الأشياء من منظوري الفريد، فمما أدركه هو أن نفس الأشياء حاضرة أمام جسدك من منظور مختلف؛ أي أن كيانينا متداخلان، وأن تلك المساحة المشتركة تشكل المجال المشترك الذي يمكن فيه تأسيس ما يمكننا تسميته بالموضوعية، فعجزي عن «تحويل جسدك إلى شيء» بصورة كاملة، وهو هذا الكيان المزدوج الطبيعة، مرتبط بفكرة أن جسدك أصل عالم يتداخل مع عالمي .
تتخذ هذه الأرضية المشتركة صورة اللغة؛ فالحديث المفرط عن «الذوات الأخرى» افترض أن هذه الكيانات لا تتحدث ولا تنصت. وفي عملية الخطاب كما يقول ميرلو-بونتي «تنشأ بيني وبين الآخر أرضية مشتركة؛ حيث يتداخل فكري وفكره في نسيج واحد ... ويدخلان معا في عملية مشتركة لم يبدأها أي منا، فوجودنا هنا ثنائي، حيث لا يكون الآخر بالنسبة لي مجرد سلوك ما في فضائي السامي ولا العكس؛ فكلانا شريكان في حلقة تبادلية تامة.»
40
وتمس العبارة الأخيرة ما نسميه على نحو فضفاض بالنظام الخيالي. ويتابع ميرلو-بونتي ليصل إلى الحديث عن العملية الشبه السحرية التي يتوقع فيها كل طرف في هذا الحوار أفكار الآخر، أو «يعير» نفسه للآخر؛ إذ يكتب: «إن إدراك الآخرين والعالم البين-ذاتي لا يمثل مشكلة إلا للبالغين، فالطفل يعيش في عالم يؤمن دون أدنى تردد بأنه مفتوح على كل ما حوله.»
41
ناپیژندل شوی مخ