مشکلات سره غریبانو: د اخلاق فلسفې په اړه یوه مطالعه

عبد الرحمن مجدي d. 1450 AH
21

مشکلات سره غریبانو: د اخلاق فلسفې په اړه یوه مطالعه

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

ژانرونه

يوظف هتشسون نفسه هذا المنطق في كتابه «مقدمة قصيرة للفلسفة الأخلاقية» قائلا إن المذهب العقلاني يفترض مقدما عين المعنى الأخلاقي الذي يسعى لتفسيره. وهذه أزمة مألوفة بدرجة كافية في النظرية الأخلاقية الحديثة؛ فإما أن نتمسك - كما فعل هتشسون وجي إيه مور - بمفهوم بدهي أو لا طبيعي عن الخير، وعندها يمكننا أن نتبنى أساسا من المبادئ على حساب غموضها التام، أو يمكننا أن نترجم فكرة الخير إلى مجموعة من الصفات الطبيعية، وهو ما يبسط المفهوم على حساب فتح المجال أمام تقديم تفسير للتفسير؛ ومن ثم تجريده تماما من عين الدور الذي من المفترض أن يؤديه كأساس.

إن ما يسمى بالحس الأخلاقي عند شافتسبري وهتشسون - وهو ما سنرى بعد قليل أنه نوع من التكهن العفوي بالخير والشر - هو إقرار على نحو ما بالفشل الفلسفي، فهذا الحس الأخلاقي الذي يشبه الشبح - الذي وصفه هتشسون نفسه بأنه «صفة سحرية» والذي اعتبره إيمانويل كانط دون مواربة «غير فلسفي» - ما هو إلا نوع من الافتراض المؤقت لأساس أخلاقي أكثر تماسكا، أو قيمة مبهمة تملأ فراغا ما في المسألة. إن طرح هذا الحس - وهو نوع من إحاطة أعضاء الإدراك الأكبر لدينا بغيمة من الغموض - باعتباره مصدرا للحكم الأخلاقي، يعد على وجه ما بمنزلة القول إن مثل هذه الأحكام لا يمكن تفسيرها على الإطلاق، فهو يصادر على المطلوب بقدر «القوة المنومة» عند موليير. ويبدو أننا لا يمكننا إنكار حقيقة هذا الحس كما لا يمكننا إنكار مذاق البطاطس؛ لكن من المحير معرفة مكمن الأول بقدر تحليل الأخير؛ فالحس الأخلاقي هو نوع من الأشياء التي لا يمكن وصفها - مثل الملكة الجمالية - والتي لا تقبل الجدل بقدر ما لا تقبل التفسير. فالعقل عند هيوم وهتشسون يجب أن يوجه الحس الأخلاقي؛ لكنه لا يمكن أن يؤسسه. وليس هذا غريبا بالنظر إلى أن العقل يفقد كثيرا من مصداقيته عندما يخضع للتعريف على نحو أداتي في عصر من عصور العقل، فإذا كان الحس الأخلاقي سابقا على العقل، فذلك يرجع جزئيا إلى أن العقل الآن يسيطر عليه بنحو كبير أولئك الذين يرون أنه لا يمكن أن تكون له علاقة بالغايات الأخلاقية. وبذلك يصل كل هذا إلى الإقرار بأن الحب والكرم والتعاون المشترك رغم أنها حقا ألمع الفضائل الإنسانية، فلم يعد من الممكن معرفة السبب وراءها.

26

لكن لماذا ينبغي علينا أن نعرف هذا في المقام الأول؟ أليست تلك سوى علامة على أننا وصلنا للقاع ولا مجال لمزيد من الهبوط؟

مع ذلك، وكما أدرك العقلانيون في القرن الثامن عشر، ثمة أسباب تدعو للقلق. صحيح أن تفسير الدوافع الأخلاقية في ضوء التجربة المحسوسة من وجه ما يوفر لها أساسا أبعد ما يكون عن الشك، ووحدها تلك المزاعم التي تخاطب النوازع الإيمانية والعواطف هي التي يؤمل أن تكون مقنعة، كما أدرك أشهر فلاسفة الهيمنة في القرن الثامن عشر إدموند بيرك في الدائرة السياسية؛ فأكثر رعايا السلطة ولاء هو الشخص العاطفي، بالمعنى الشائع في القرن الثامن عشر، إلا أن ربط هذه المزاعم بالذات يعني كذلك المخاطرة بإخضاعها لتقلبات الحظ والنزوات والعرف والأوهام والتحيز؛ إذ كيف يختلف النفور من التعذيب عن النفور من الكرنب؟ وما السمة الأخلاقية تحديدا في مثل هذ النفور؟ وإن لم نسبغ صفة القانون الكوني على النفور من الكرنب، فلم قد نفعل في حالة التعذيب؟ لذا فالفكرة أن السير جون هوكينز - في خضم رحلة من الإعجاب الساخر - يمكنه اتهام العاطفيين بجعل الأخلاق ذاتية: «إن أفكارهم الزاخرة تحل محل الالتزام كله؛ فهي في ذاتها قانون، فامتلاك «قلب طيب» وكثرة «التعاطف مع الآخرين» فوق تلك الاعتبارات التي تلزم الناس بقواعد السلوك التي وضعت في ضوء إحساس بالواجب.»

27

وينزعج هوكينز من المروجين للحس الأخلاقي بنفس الصورة التي يرى بها الديونتولوجيون (علماء أخلاق الواجب) المحدثون شيئا فضفاضا فيما يتعلق بأخلاق الفضيلة. وسجل سورين كيركجارد نفس الرأي لاحقا حيث كتب في دورياته: «دعونا لا نتحدث من الناحية الجمالية [عن الأخلاق] كما لو كانت المسائل الأخلاقية مكرمة سعيدة.»

28

كان كولريدج على نفس القدر من الارتباك؛ إذ يشكو في كتابه «معين على التأمل» من أن ستيرن والعاطفيين قد ارتكبوا إثما أكبر بكثير من هوبز والماديين. واتهم أوليفر جولدسميث - وهو نفسه خبير بالشفقة والرقة - زميله إدموند بيرك ب «بناء فلسفته على مشاعره الذاتية الخاصة.»

29

ناپیژندل شوی مخ