مشکلات سره غریبانو: د اخلاق فلسفې په اړه یوه مطالعه
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
إن أكثر شخصيات شكسبير اشتهارا بهذه السوداوية ليست أنطونيو بل هاملت. فإن كان بكلام جاراشيانو قدر لا ينتهي من اللاشيء فإن هاملت هو تجسيد للاشيء. فكما حال سوداوية أنطونيو، يقلل شعوره بالملل من قيمة العالم كله، فيختزله في ظل لتلك السلبية الفاترة التي تتمثل في الذات الإنسانية:
آه ليت هذا الجسد يذوب،
يموع وينحل قطرات من ندى!
أو يا ليت الأزلي لم يضع شريعته
ضد قتل الذات! رباه، رباه!
كم تبدو لي مضنية، عتيقة، واهية، عابثة،
عادات الدنيا هذه! (1، 2: 129-134)
يولي هاملت وجهه من البداية شطر الموت، الموت المتمثل مسبقا في الخواء الذي هو هاملت نفسه. فبمجرد تمزق الرابطة الخيالية بينه وبين أمه جرترود بدخول كلوديوس، فهو يهيم بلا هدف على حافة النظام الرمزي غير راغب في احتلال موقع محدد داخله. فهاملت - الذي هو لا شيء محض - يرفض التضحية بالبعد الواقعي لرغبته ببذلها تجاه أي شيء محدد تافه. فهو لن يتصرف بصفته وريث العرش ولا عاشقا فارسا ولا موقرا للكبير ولا تابعا مطيعا للملك، ولا ابنا عفوا ولا ابن زوجة متسامحا ولا طفلا منتقما. فانطوائه الذي يستميت عليه يمثل - فضلا عن كل هذه الأدوار - سلبية خالصة ترفض إشارة الدال. والنتيجة سقوطه في الفجوات التي بين الهويات العامة المختلفة المعروضة عليه، التي لا يمكن لأي منها - بعبارة تي إس إليوت - أن تقدم معادلا موضوعيا مناسبا لفرديته. وهو إذ «في نفسه ما يعجز عنه كل مظهر» يصد هؤلاء الساعين لانتزاع جوهر غموضه، فكما الممثل الذي لا يمكنه التماهي مع دوره ومطابقة الفعل بالقول والقول بالفعل، يظهر الأمير نتاجا لتدمير الهوية والتبادل الرمزيين؛ إذ ينكر عدالة الانتقام الزائفة، ويرفض في مقت التناسل ويأبى الانحناء لرغبة الآخر الكبير. فهو، إذ يتسم بميوعة شبح أبيه وسرعة حديث مهرج في أعمال شكسبير، يتحسس طريقه ويتهكم ويناور لئلا يشار إليه بدال محدد. وبذلك يظل مخلصا للشيء المحير المستحيل الذي تتعلق به رغبته، محققا انعداما للوجود يظل غير تام حتى في الموت. فهو كما يقول لاكان، «يرتب كل شيء بحيث يصبح الشيء الذي تتعلق به رغبته دالا على هذه الاستحالة.»
14 •••
إن شخصية أنتيجون التي أبدعها سوفوكليس هي في نظر لاكان التجسيد الأوضح لأخلاق النظام الواقعي؛ إلا أن لها نظيرا إنجليزيا في هذا الجانب. فكلاريسا هارلو - البطلة في رائعة صامويل ريتشاردسون التي ظهرت في القرن الثامن عشر «كلاريسا» - هي نموذج أنثوي آخر متميز في الأدب العالمي التي تموت لرفضها التخلي عن رغبتها.
ناپیژندل شوی مخ