============================================================
والميزة الأساسية لوصف جومار والتى تجعل منه مؤلفا متميزا في سلسلة الكتب المتعلقة بتاريخ الخطط المصرية أنه تسجيل ووصف لحالة مدينة القاهرة ولقلعة الجبل في سنوات بأعيانها هي الثلاث سنوات التي أمضتها الحملة الفرنسية في مصر، بل بالتحديد وصف لحالة هذه المدينة خلال شهرين ييدهان من يوم 10 ديسبر سنة 1799 وينتيان في آواسط فبراير سنة180م وهي الفترة التى قام فيها جومار بجولته في القاهرة لتسجيل معالم المدينة على الخريطة التى وضعها المهندسون الجغرافيون المصاحبون للحملة، بالإضافة إلى الرفع الهندسي لهذه المعالم والرسم التصويرى لها وعلى ذلك فإنه لأول مرة تصحب الوصف الطبوغرافي لمدينة القاهرة خريطة تفصيلية هي الأولى من نوعها مثبث عليها حدود المدينة وشوارعها الرئيسية والجانبية وأهم معالمها نحو سنة 1800م مع شرح لما جاء على هذه الخريطة.
وترجع أهمية هذه الخريطة كذلك إلى أن تغييرا كبيرا كان قد طرأ على شكل مدينة القاهرة وعلى مقر الحكم في القلعة منذ وصف المقريزي في القرن التاسع الخامس عشر، كما أن تغييرا آخر تعرضت له المدينة ومقر الحكم بعد وصف جومار في نهاية القرن الثامن عشر حيث خرب الفرنسيون وأزالوا الكثير من المواضع التي ورد ذكرها في وصف الحملة نفسه، ثم على يد محمد على باشا وأبنائه وخاصة إسماعيل حيث فيحت طرق كثيرة أدت إلى زوال العديد من نقاط الاستدلال التي عينها سواء المقريزي أو جومار، كما ردمت أغلب برك القاهرة(1).
(( راجع مقلتى لوصف مدينة القاهرة لجومار 1 -22. وقارن مع خريطة جراند بك لمدينة القاهرة في عصر اسماعيل سنة 17.
مخ ۴۴