160

============================================================

تقي الدين المقريزى أحلا من العالمين وعلى آله وصحابته والتابعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدن وبعد فإن علم التأرخ من أجل العلوم قدرا وأشرفها عند العقلاء مكانة وخطرا لما يحويه من المواعظ والإنذار بالرحيل إلى الآخرة عن هذه الدار، والاطلاع على مكارم الأخلاق ليقتدى بها واستعلام مذام الفعال ليرغب عنها أولو النهى، لاجرم أن كانت الأنفس الفاضلة به وامقة والهمم العالية إليه مائلة وله عاشقة، وقد صنف الأئمة فيه كثيرا وضمن الأجلة كتبهم منه شيئا كبيرا.

وكانت بصر هي مسقط رأسي وملعب أترابى ومجمع ناسي ومغنى عشيرني وحامتى ومؤطن خاصتى وعامتي وجوي (4) الذي ريي جناحى في وكره وعش مآربي، فلا تهوى الآنفس غير ذكره، لا زلث مذ شدؤت العلم واتاني 1 رئي الفطائة والفهم أرغب في معرفة أخبارها وأحب الإشراف على الكثير من أثارها(6) وأهوى مساءلة الركبان عن سكان ديارها، فقيذث بخطى في الآعوام الكثيرة(4) من ذلك فوائد قل ما يجمعها كتاب أو يحويها لعزتها وغرابتها إهاب، 15 إلا أنها ليست بمرتبة على مثوال(4) ولا مهذبة بطريقة واحدة ومثال(6)، فأردت أن ألحص منها أنبآء ما بديار مصر من الآثار الباقية عن الأمم الماضية والقرون الخالية وما بقي بفسطاط مصر من معاهد غيرها أو كاد البلى والقدم(4) ولم ييق إلا أن بمحو رسمها الفناء والعدم، وأذكر ما بمدينة القاهرة من آثار القصور الزاهرة وما اشتملت عليه من الخطط والأصقاع وحوثه من المباني البديعة الأوضاع مع التعريف بحال من أسس ذلك من أعيان الأمائل والتنويه بذكر الذي شادها من سراة الأعاظم والأفاضل، وأثثر خلال ذلك نكثا لطيفة وحكما (4) بولاق: جؤجؤي. (6 بولاق: الأشراف على الاغتراف من آبارها. بولاق: الكثيرة وجمعت.8 بولاق: مثال.ع) بولاق: بطريقة ما نسج على منوال. (4) بولاق: من المعاهد غير ما كاد بفيه اللى والقدم

مخ ۱۶۰