عالية ورتب سامية فرق لهذا الرجل ولولده فأرسل إليه بعض غلمانه أن سيدي يقول لك إني قد رحمتك مما بك في هذه الخربة وهو خائف عليك وعلى ولدك من العاهات وقد تفضلت عليك بهذا القصر ينزل به ولدك ويوكل به جارية عظيمة من كرائم جواريه تقوم بخدمته إلى أن تقضي أنت أغراضك التي في نفسك ثم إذا قدمت وأردت الإقامة أنزلتك معه في القصر بل في قصر أحسن من قصره فقال الرجل الفقير أنا لا أرضى بذلك ولا يفارقني ولدي في هذه الخربة لا لعدم وثوقي بالرجل الباذل ولا زهدا مني في داره وقصره ولا لأماني على ولدي في هذه الخربة بل طبعي اقتضى ذلك وما أريد أن أخالف طبعي أفما كنت أيها السامع لوصف هذا الرجل تعده من أدنياء السفهاء وأخساء الأغبياء فلا تقع [فإياك أن تقع] في خلق لا ترضاه لغيرك فإن نفسك أغر عليك من غيرك واعلم أن لسع الأفاعي وأكل السباع وغيرهما من آفات الدنيا لا نسبة له إلى أقل محنة من محن الآخرة المكتسبة في الدنيا بل لا نسبة لها إلى إعراض الخالق سبحانه وتوبيخه
مخ ۱۰