بل كثيرا ما يكون المظنون عدمها فإن الزمان قد صار في آخره والشقوة والغفلة قد شملت أكثر الخلائق وقد عز السعيد وقل الصالح الحميد فنفعه لك بل لنفسه على تقدير بقائه غير معلوم وانتفاعه الآن وسلامته من الخطر ونفعه لك قد صار معلوما فلا ينبغي أن تترك الأمر المعلوم لأجل الأمر المظنون بل الموهوم وتأمل أكثر الخلف لأكثر السلف هل تجد منهم نافعا لأبويه إلا أقلهم أو مستيقظا إلا واحدهم حتى إذا رأيت واحدا كذلك فعد ألوفا بخلافه وإلحاقك ولدك الواحد بالفرد النادر الفذ دون الأغلب الكثير عين الغفلة والغباوة فإن الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم كما ذكره سيد الوصيين وترجمان رب العالمين (ص) مع أن ذلك الفرد الذي تريده مثله أنما هو صالح نافع بحسب الظاهر وما الذي يدريك بباطنه وفساد نيته وظلمه لنفسه فلعلك لو كشفت عن باطنه ظهر لك أنه منطو على معاصي وفضائح لا ترضاها لنفسك ولا لولدك وتتمنى أن ولدك لو كان على مثل حالته يموت فإنه خير له هذا كله إذا كنت تريد أن تجعل ولدك واحدا في
مخ ۸