الرئاستين ومثله كالنور في الظلمة فقد يقل عند قوم فيكون كعين الأعمى الأعشى ويزيد عند آخرين فيكون كالنهار في وقت الضحى فينبغي لمن رزق العقل أن لا يخالفه فيما يراه ولا يخلد إلى متابعة غفلته وهواه بل يجعله حاكما له وعليه ويراجعه فيما يرشده إليه فيكشف [فينكشف] له حينئذ ما يوجب الرضا بقضاء الله تعالى سيما فيما نزل به من هذا الفراق من وجوه كثيرة نذكر بعضها الأول أنك إذا نظرت إلى عدل الله وحكمته وتمام فضله ورحمته وكمال عنايته ببريته إذ أخرجهم من العدم إلى الوجود وأسبغ عليهم جلائل النعم وأيدهم بالألطاف وأمدهم بجزيل المعونة والإسعاف كل ذلك ليأخذوا حظهم من السعادة الأبدية والكرامة السرمدية لا لحاجة منه إليهم ولا لاعتماد في شيء من أمره عليهم لأنه الغني المطلق والجواد المحقق وكلفهم [تبارك وتعالى] بالتكاليف الشاقة والأعمال النقلية ليأخذوا منه حظا وأملا وليبلوهم أيهم أحسن عملا وما فعل ذلك إلا لغاية منفعتهم وتمام مصلحتهم وأرسل عليهم الرسل مبشرين ومنذرين وأنزل عليهم الكتب وأودعها ما فيه بلاغ للعالمين وتحقيق هذا المرام [المقام] مستوفى في باب العدل
مخ ۴