مؤنس لمن آنس بذكري وصاحب لمن صاحبني ومختار لمن اختارني ومطيع لمن أطاعني ما أحبني أحد أعلم ذلك يقينا من قلبه إلا قبلته لنفسي وأحييته حياة لا يتقدمه أحد من خلقي من طلبني بالحق وجدني ومن طلب غيري لم يجدني فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي وآنسوا بي أوانسكم وأسارع إلى محبتكم
وأوحى الله تعالى إلى بعض الصديقين أن لي عبادا من عبادي يحبوني وأحبهم ويشتاقون إلي وأشتاق إليهم ويذكروني وأذكرهم فإن أخذت طريقتهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتك فقال يا رب وما علامتهم قال يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الشفيق غنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما يحن الطير إلى أوكارها عند الغروب فإذا جنهم الليل واختلط الظلام وفرشت المفارش ونصبت الأسرة وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إلي أقدامهم وافترشوا إلي وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوني بأنعامي ما بين صارخ وباك وما بين متأوه وشاك وبين قائم وقاعد
مخ ۱۸